ما هو مفهوم الجندر؟

تداول على مسامع الجميع في الفترة الأخيرة بعد ظهور الدور الفاعل للمنظمات الإنسانية مفهوم الجندر، وسنوّضح لكم معنى مفهوم الجندر وفق ما جاء في كتاب ( الجندر) للدكتور عصمت محمد حوسو حيث تحدث عن الأبعاد الاجتماعية والثقافية للجندر في هذا الكتاب الذي استهله بعبارة جميلة جدًا توضّح المعنى الحقيقي للمساواة بين الجنسين: (( إنّ العدالة الجندرية لا تعني الدعوة إلى أن يكون الجنسان متماثلين، و إنما تعني الدعوة إلى إزالة المفاضلة بينهما حتى لو كان الجنسان مختلفين في أدوارهما وصفاتهما)).
 ما هو المقصود بالجندر؟
تمّ استخدام لفظ الجندر من قبل آن أوكلي وغيرها من المهتمين والمهتمات في السبعينيات من أجل وصف خصائص الرجال والنساء المحددة اجتماعيًا وذلك مقابل الخصائص المحددة بيولوجيًا، ورأت آن أنّ الشعوب والثقافات تختلف بشكل كبير في تحديدها لسمات الأنوثة وسمات الذكورة، وبالتالي الفصل بين مفهوم الجنس ومفهوم الجندر مختلف من ثقافة إلى أخرى، وفي عام 1975 ظهر مفهوم الجندر على الساحة الدولية منذ الإعلان العام الدولي للمرأة، ومن ثمّ ترسخ مفهوم الجندر خلال العقد الدولي للمرأة ما بين عامي (1976-1985) .
وقد برزت في الدول النامية اهتمامات بضرورة العمل على علاج الفجوات النوعية القائمة بين النساء والرجال وذلك في كافة المجالات التشريعية والصحية والمهنية والتعليمية والسياسية وغيرها من المجالات من أجل العمل على تحقيق ما يسمّى بعدالة النوع الاجتماعي.
ولكن على الرغم من وجود فروقات بيولوجية بين كلا الجنسين والأمر الذي يدخل ضمن مفهوم النوع البيولوجي (الجنس)، لكن لا يمكن أن يتم الفصل بين الحياة الاجتماعية والبيولوجيا فهما مرتبطان مع بعضهما، حيث لا يمكن أن يتم النظر إلى الجندر على أنّه خصائص فردية بل على أساس أنّه مجموعة من الصفات والسلوكيات التي يمتلكها الأفراد منذ الولادة بجنس معيّن، فالجندر يتضمن الاختلافات وعدم المساواة بين الجنسين. وإذا أردنا فهم مفهوم الجندر يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ثلاث نقاط هامّة:
إنّ الجندر عملية ثقافية واجتماعية، وهو يمارس على شكل أدوار وسلوكيات ولا يمكن التعبير عنه في الكلام فقط.
إنّ الجندر نظام من الممارسات المتشابكة ويوجد بشكل مستقل عن الأفراد، وذلك كون مفهوم الجندر ليس خصائص لأفراد وإنما هو مجموعة من الصفات والسلوكيات تظهر في جميع مستويات البناء الاجتماعي، ويقوم الأفراد بتمثيلها منذ الولادة بحس الجنس، أي بمعنى أنه ظاهرة متعددة المستويات مما يمكننا من اكتشاف كيف تقوم العمليات الاجتماعية مثل التفاعل الاجتماعي، المؤسسات الاجتماعية، و أنماط العمل في تجسيد و إنتاج مفهوم الجندر.
إنّ تعريف مفهوم الجندر يعود في أهميته إلى تنظيم علاقات عدم المساواة بين الجنسين، في حال كانت الفروق البيولوجية تؤدي إلى عدم المساواة الجندرية فهو بعد هام جدًا يتم بناء عليه توزيع القوة والامتيازات في المجتمع.
ما هي مكونات الجندر؟
يعتبر الجندر مؤسسة تقوم بإنشاء أنماطًا من التوقعات للأفراد وتنظم العمليات الاجتماعية في الحياة اليومية، وهي مبنية بشكل أساسي على التنظيمات الاجتماعية الرئيسية في المجتمع مثل الاقتصاد، الأسرة، السياسة، الأيديولوجية السائدة، وهي تعد بنية لها كيانها الخاص ومكوناتها التي يختلف فيها المستوى المؤسسي عن المستوى الفردي.
وتتكون هذه المؤسسة من
المكانة الجندرية: تقيم المكانة الجندرية بناء على التطور التاريخي لأيّ مجتمع، ويمكن تمييزها من خلال العادات والتوقعات السلوكية واللغوية.
التقسيم الجندري للعمل: يشير هذا التقسيم إلى العمل الإنتاجي في المجتمعن والعمل في المنزل ويتم توزيع العمل بناء على المكانة الجندرية لأعضاء المجتمع.
الروابط القرابية الجندرية: أي مسؤوليات وحقوق كل فرد في العائلة، وتظهر المكانة الجندرية في العائلة والاختلاف في القوة والأهمية في الأدوار الجندرية