الأمم المتحدة تدين الغارات الإسرائيلية على غزة وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن صدمته العميقة إزاء الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في تصعيد جديد للصراع المتفاقم في المنطقة.
وفي بيان صادر عن فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أكد غوتيريش على ضرورة احترام وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإعادة إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون شروط.
كما شدد على ضرورة العمل لوقف الدمار المتواصل الذي يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي وصفتها تقارير الأمم المتحدة بأنها وصلت إلى مستويات كارثية غير مسبوقة.
مأساة متجددة في غزة
من جانبه، أعرب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن فزعه العميق إزاء الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت غزة خلال الليلة الماضية، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، وفقاً لتقديرات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وأكد تورك، أن الأشهر الـ 18 الماضية من العنف المتصاعد أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، محذرًا من أن اللجوء إلى القوة العسكرية المتزايدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في الغذاء، المياه، والدواء، إضافةً إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
وقال المسئول الأممي في بيان له: “يجب أن ينتهي هذا الكابوس فورًا. إننا ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وكذلك عن جميع المعتقلين تعسفيًا… لقد آن الأوان لإنهاء هذه الحرب نهائيًا، وعلى المجتمع الدولي بذل أقصى الجهود لتحقيق تسوية سياسية عادلة ومستدامة، وفقًا لمبادئ القانون الدولي”.
وضع إنساني كارثي يستوجب تدخلاً عاجلاً
أما مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، فقد وصف الأوضاع في غزة بأنها غير مقبولة إطلاقًا، مشيرًا إلى أن الهجمات الجوية الإسرائيلية التي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى يوم الثلاثاء أودت بحياة المئات من المدنيين، وتسببت في دمار واسع في مناطق سكنية وبنية تحتية حيوية.
وشدد هادي في بيان رسمي، على أن سكان غزة يعيشون في معاناة لا توصف، مع تزايد أعداد النازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب القصف المستمر.

وأضاف أن الأولوية الآن يجب أن تكون وقف الأعمال العدائية فورًا، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية مثل المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء.
وقال هادي: “لقد تجاوز الوضع في غزة حدود الأزمة الإنسانية المعتادة.. يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من الجوع، ويواجهون خطر الأمراض بسبب انهيار النظام الصحي، إضافة إلى انعدام الأمن الكامل.. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف متفرجًا، بل يجب أن يكون هناك تحرك حاسم لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية غير المسبوقة”.
إدانة دولية متزايدة وتصاعد الدعوات لوقف التصعيد
في ظل هذا التصعيد، تتزايد الإدانات الدولية للغارات الإسرائيلية على غزة، حيث دعت عدة دول ومنظمات دولية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإيجاد حل سياسي ينهي الصراع المستمر منذ عقود.
من جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بـ الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها تواصل العمل مع شركائها في المنطقة للوصول إلى هدنة دائمة تضمن حماية الأرواح.
وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الانتهاكات الجارية في الأراضي الفلسطينية، محذرًا من أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي إلى مزيد من التصعيد الإقليمي الذي قد يهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
في ظل هذا الوضع المتأزم، تبقى الحاجة إلى تحرك دولي عاجل وفعّال أمرًا لا بد منه، حيث يؤكد الخبراء أن التصعيد العسكري الحالي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة، وأن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو عبر المفاوضات والتسوية السياسية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
ويبقى الأمل معلقًا على الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف نزيف الدم في غزة، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإيجاد حل مستدام ينهي الصراع، ليحظى الفلسطينيون بحقهم المشروع في العيش بكرامة وأمان.
نرشح لك:
سقوط قتلى.. تجدد الاشتباكات على الحدود اللبنانية – السورية
إرسال التعليق