جاري التحميل الآن

الإنسانية والتطوع في زمن الحرب ،نموذج السودان

الإنسانية والتطوع في زمن الحرب ،نموذج السودان

مقال بقلم/ مصطفى عمر

دأبت المجتمعات الغنية بالمعارف الإنسانية على الدعوة إلى ضرورة تعزيز قيم التطوع من أجل الإنسانية وإشعال الشموع لمن يعيشون ظروفاً قاسية بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية.

 بعد اندلاع الحرب في السودان نشطت جهات فاعلة تهتم بالنازحين في المدن التي لم تصلها الحرب، وتكاثرت المبادرات لتوفير الغذاء والدواء والكساء.

شباب وشابات ومواطنون من مختلف الأعمار، لا يملكون الكثير، لكنهم استطاعوا تقديم خدمات بالغة الأهمية، فجنبوا النازحين البؤس والحاجة المميتة. ورغم وجود نماذج لم تكن على الموعد في التعامل مع الشؤون الإنسانية لمسلكهم الغريب في تحقيق أهداف ذاتية ، إلا أن غالبية المتطوعين  أثبتوا إخلاصهم للإنسانية وفضائل الأديان السماوية. 

وما زالت المبادرات والمنظمات التطوعية تحمل الكثير من الخير إذا تدربت على أسس علمية لمناصرة قضايا أكبر تنتظر الوطن بعد اكتمال السلام. شبكة العيادات المجانية للنازحين بالسودان هي أكبر عمل إنساني تم إنجازه بولاية النيل الأبيض بعد اندلاع الحرب بالخرطوم، وهي ترجمة عملية لمادة من مواد حقوق الإنسان تكفل حق العلاج والمعالجة لكل إنسان، وقد قدمت الشبكة خدمات صحية لنحو 51ألف حالة بنجاح كامل  وبتكلفة صفرية، تمثلت في تحقيق شراكات مع القطاع الصحي الخاص كالاطباء والمعامل والصيدليات   والقطاع العام لوزارة الصحة والمستشفيات الحكومية وديوان الوكاله وغيرها . 

وفي مجال العمل التطوعي والخدمات الإنسانية تعتبر منظمة هيلث كير  بولاية النيل الأبيض في السودان من المنظمات الواعدة التي تعمل في مجال الصحة بولاية النيل الأبيض، فهي الوليد الشرعي لشبكة العيادات المجانية للوافدين التي أسسها الدكتور عامر الفاضل مع متطوعين آخرين يؤمنون بالخير المطلق إضافة إلى  قبيلة الإعلام والخيرين من ابناء المنطقة في بلاد المهجر ، و قدمت الشبكة 51 ألف خدمة طبية للنازحين داخل وخارج مراكز الإيواء بولاية النيل الأبيض ومدن ربك وكوستي والجزيرة أبا والجبلين والديوم. وبعد تسجيل المنظمة (منظمة هيلث كير) قدمت 17 ألف خدمة طبية للنازحين داخل وخارج مراكز الإيواء ومازالت المنظمة مستمرة في تقديم هذه الخدمات رغم الصعوبات التي تواجهها ،كما قدمت خدمات كبيرة لتوعية السكان المحليين والنازحين في المخيمات بمرض الكوليرا وكيفية التعامل معه.

اذا فإن القيمة الإنسانية للتطوع قد تكون في النتائج الإيجابية التي تعود بالفائدة على من يستحقون الخدمة

إرسال التعليق