الغيابُ القسرى لتفاصيلٍ مُلحة
(سيرة المتشرد المطلق )
قصة قصيرة
بقلم-مصطفى عمر-السودان
تستحدث أدوات الكلام نتيجة الشعور بالفوضى حين تركض دون أن تبالي بحذاء لا تملكه او قبعة خانتها الوانها الاصلية ، خواصك؛ والتربة, والمُتعبات من تغبيرِ الارجل سدىٌ, يمنحونك مزيدا من الشتات في وطنك الداخلي المغني يقول لك وانت تجهل انه يعنيك ( ستار يا ليل ) وكيف تنام وأنت معتل الفيزياء والجغرافيا مشردٌ بائس تلفظه الكنائس والمآذن, لا تملك وقتك اما فزعًا من صافرةٍ تعنيك انت بالذات ولا احد غيرك ، او قائداً غوغائي تُحارب من اجل اللقمة في الحقيقيةِ بما( تكتاشة)1 والرفاق.
الشماسة في نهار المدينة الحانق ،لا يعرف أحد كيف نبتوا هنا ،بعض الروايات تقول انهم من افرازات الصراع السوداني الكبير الذي طاف والعالم نائم في مناطق كدارفور وجبال النوبه ،والنيل الأزرق.
يحل المساء على الذين يسكنون انفاق المدينة ، بمفرحاتهٍ واحزانه المتوازية فما عليك الا ان تركب الخط المناسب لنهارك المنصرم دون مزيد تفكير .
حين تكبر قليلا كشخص راشد في مدينة غريبة تنمو في الجوار اشجار الحناء, والحنق يتمدد والحناء في قراءتها البسيطة هي ماجففتهُ الشمس دون ان يخضب حلم ما – صغير –
اووو جاكوب أراك اصحبتَ من رواد السينما في غفلة رقيبها, تخرج منتشياً بلا اعباء او وعى ثم لا تحفل بالاياب ومن يهتم بالعودة اذا لم يكن يملك بيتاً او يسكن في انقاضٍ مزدحمة .
( الطفل الصغير الذي انجبته الطبيعة على حد زعم المثقفين الذين يتبنونك شعراََ وفلسفة- من صديقتك يمثل لك الهاجس لدرجة الحمض, بوعيِ اقل )
والمفتنون حين ينحسر الضوء عن مشهد اليوم البائس يلوون على شئ احمق اخر ربما يمنح طفلك غيرة ناتئة او مشارك قد يضيق عليه فرصة اللعب بجميع اللُعب المفقودة، اما اصحاب المباني في الجوار فهم يشاركون القطط النظر اليك بينما الايادي تتقاذك مثل لاشئ صغير ، هكذا تنقضي دواماتك المفضية الى دوائرك الرتيبة .
تمشي لها دون اهتمام بعبثية الطقس ، ساهماً باقصى فراغ تملكه لا يشوشك المطر ولا سخافة الصقيع ولا ذلك الربيع الذي لن يأتي .
جاكوب جلس في نصف كومة رمل ثم أخرج ربابتةِ ذات الوتر الواحد، والتي احتملت معه كل هذا النشاز ثم بدء ما أسماه (غناء) ،
لا لجنةَ لصوصٍ هنا يقاسمونك نجاحك الفاشل بأرائهم المهرطقة. رطن مابقي في خزانة عقله من القبيلة مستعيناً بلازمة هندية، اما الاغنية فلا تدعو لشئ محدد هى اغنية والسلام .
ابتسمت الفتاة لبرهةٍ ثم داعبت طفل اخر لم يات بعده ولكنه حتمي المجئ ان تملك طفلين
وبيت في الجنة او النار وعراء فاضح وبقايا من كل شيئ وامراة متحاربُُ عليها هذا اقسى ماتحصلت عليه كمتشرد وقائد لمقاومة الجوعي في الطريق.
دلف جاكوب الى الظلام ثم عاد يحمل لفافة ووضعها امامها وبدا الاكل بصورةٍ عكسيه ومتصاعدة وموترة ،شرب الكثير من بقايا المياه الغازية وضحكت حين اخرج زجاجة من بين ملابسه بها بعض الغياب وتفاعلات الكيمياء .
جاكوب كبر بغتةً في ملل والمدينة تلفظه اعزلاً من انتماء. تحتله الرجاءات وتنفد بلاجدوى يلتحق باحدى الدوائر الكثيرة وتضغط على اعصابه الناشفة فتتذرى في رياح فبراير.
عن القصة:
تدور أحداث القصة التي تنتهج نهجاََ فلسفياََ يميل أحيانا إلي قصيدة النثر ثم يعود إلي السرد القصصي بواسطة الراوي الذي يخاطب البطل وكأنه جزء من المشهد،تدور في العاصمة السودانية الخرطوم وتحكي عن متشرد في شوارعها، يبلغ من العمر عشرين عاماََ ،
القصة يمكن أن يؤرخ لها أيام حرب دارفور أو الجنوب قبل أن ينفصل .
إرسال التعليق