اليمن.. إسرائيل تقصف مواقع للحوثيين في الحديدة
شهدت الساحة اليمنية تصعيدًا جديدًا، مساء الاثنين، بعد أن نفّذت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في مدينة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن.
وتأتي هذه الضربات في إطار الرد الإسرائيلي على الهجمات التي نفذتها الجماعة باتجاه إسرائيل، مؤخرًا، والتي تضمنت إطلاق صاروخ سقط بالقرب من مطار بن غوريون.
وكشف مسؤولون إسرائيليون، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن العملية العسكرية في اليمن شملت إلقاء ما بين 48 إلى 50 قنبلة على أهداف مختلفة داخل ميناء الحديدة، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، مع استهداف منشآت حيوية اعتبرتها إسرائيل “مراكز دعم عسكرية” للحوثيين.
كما جرى استهداف مصنع باجيل للباطون شرق المحافظة، والذي وُصف بأنه “مورد أساسي” للبنية العسكرية التابعة للجماعة.
ورغم التصريحات الإسرائيلية بشأن تدمير الميناء بالكامل، أفادت وسائل إعلام أخرى داخل إسرائيل بأن الأضرار كانت كبيرة لكن الميناء لم يُدمّر بالكامل، ما يعكس تفاوتًا في تقييم حجم الضربات ومدى فاعليتها.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، أن الغارات الجوية استهدفت عدة مواقع وبنى تحتية رئيسية يستخدمها الحوثيون لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي كرد مباشر على ما وصفه بـ”العدوان الحوثي المستمر”، مشيرًا إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع الجانب الأميركي.
وبحسب ما نقلته شبكة “العربية/الحدث”، شاركت أكثر من 30 طائرة حربية إسرائيلية في تنفيذ الضربات، ما يعكس حجم العملية وتعقيدها من الناحية العسكرية.
وأفادت مصادر أمريكية لموقع “أكسيوس” أن العملية الإسرائيلية جرت بتنسيق مسبق مع الولايات المتحدة، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أكدت أن القوات الأميركية لم تشارك ميدانيًا في تنفيذ هذه الغارات.
وتزامن هذا التصعيد الإسرائيلي مع تكثيف الولايات المتحدة لضرباتها الجوية ضد مواقع الحوثيين في الأيام الأخيرة، حيث شنت ما يزيد عن 29 غارة جوية على مواقع مختلفة في 5 محافظات يمنية، وذلك ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ منتصف مارس، تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران.
من جانبهم، أعلن الحوثيون في بيان رسمي أنهم بصدد فرض حصار جوي شامل على إسرائيل، متوعدين بمواصلة استهداف المطارات الإسرائيلية، ودعوا شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها الجوية إلى إسرائيل حفاظًا على سلامة طائراتها.
في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن بلاده سترد بقوة على أي تهديد من قبل الحوثيين، مؤكدًا أن العمليات العسكرية ستتواصل، وأن إسرائيل تتعاون بشكل وثيق مع واشنطن لمواجهة التهديدات التي تمثلها الجماعة.
من جانبه صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لتوجيه ضربات مضاعفة لكل من يسعى لتهديد أمن إسرائيل، في إشارة إلى احتمالية توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي اليمنية مستقبلاً.
يُذكر أن جماعة الحوثي كثفت في الآونة الأخيرة من تهديداتها تجاه إسرائيل، تزامنًا مع تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وهو ما فجر موجة من التصعيد الإقليمي، تُنذر باتساع رقعة الصراع في المنطقة إذا لم تُبذل جهود فاعلة لاحتوائه.
إرسال التعليق