الظلام يكسو سوريا بعد قطع الكهرباء بسبب أعطال بالتيار الكهربائي!
شهدت سوريا مساء الثلاثاء، انقطاعًا كاملًا للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، نتيجة أعطال فنية في عدة نقاط من الشبكة الوطنية، وفق ما أعلن متحدث باسم وزارة الطاقة السورية.
وأكدت الوزارة، أن الفرق الفنية تعمل بشكل مكثف على معالجة الأعطال وإعادة تشغيل التيار الكهربائي تدريجيًا، مع توقعات بأن تستغرق عملية استعادة الكهرباء عدة ساعات.
أسباب انقطاع الكهرباء في سوريا
يعود الانقطاع الحالي إلى مشاكل فنية متعددة في الشبكة الكهربائية الوطنية، حيث يعاني قطاع الطاقة السوري من بنية تحتية متهالكة نتيجة سنوات من الأضرار التي لحقت بمحطات التوليد وشبكات النقل.
وتعاني العديد من المحطات من نقص قطع الغيار وعدم توفر الموارد اللازمة للصيانة الدورية، مما يزيد من تكرار حوادث الأعطال وانقطاع التيار الكهربائي.

وأفادت مصادر سورية، بأن الأضرار التي لحقت بمحطات التوليد خلال الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد أدت إلى خروج العديد منها عن الخدمة، مما تسبب في عجز كبير في إنتاج الكهرباء مقارنة بالطلب المتزايد عليها.
جهود إعادة التيار الكهربائي
أوضح مصدر في وزارة الكهرباء السورية أن “الفرق الهندسية والفنية باشرت على الفور عمليات الإصلاح في محطات التحويل وخطوط النقل المتضررة”، مشيرًا إلى أن “إعادة التيار الكهربائي إلى جميع المناطق يعتمد على سرعة إصلاح الأعطال وإمكانيات توليد الطاقة المتوفرة”.
كما أضاف المصدر أن المحاولات جارية لتشغيل المحطات الاحتياطية التي لا تزال تعمل بكفاءة نسبية، في حين يتم التنسيق مع محطات التوليد الرئيسية لإعادة ربط الشبكة الوطنية تدريجيًا.
تداعيات أزمة الكهرباء في سوريا
تشهد سوريا منذ سنوات انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، حيث يصل التقنين في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات التوليدية وانخفاض كفاءة الشبكة الكهربائية.
ووفقًا لتقارير رسمية، فإن إنتاج الكهرباء في سوريا تراجع إلى أقل من 30% من مستواه قبل عام 2011، حيث كان إنتاج الكهرباء حينها يقدر بحوالي 9 آلاف ميغاواط، بينما لا يتجاوز الإنتاج الحالي 2500 ميغاواط، وهو ما لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية للمنازل والمؤسسات والمصانع.
ردود فعل المواطنين على انقطاع الكهرباء
أثار انقطاع التيار الكهربائي حالة من الاستياء الواسع بين المواطنين، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والاعتماد الكبير على الكهرباء في تشغيل المضخات المائية، إضافة إلى تأثيره على القطاع الصحي والمستشفيات التي تحتاج إلى الطاقة الكهربائية لضمان تشغيل المعدات الطبية الأساسية.
وقال أحد المواطنين في دمشق: “نحن معتادون على انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، لكن انقطاعها بشكل كامل يعني توقف الحياة تمامًا، لا نستطيع تشغيل أجهزة التبريد أو حتى شحن هواتفنا”.
كما عبّر أحد التجار في حلب عن مخاوفه من تأثير الانقطاع على أعماله، حيث تعتمد العديد من المصانع والمتاجر على الكهرباء لمواصلة الإنتاج والتخزين، وأضاف: “كل ساعة دون كهرباء تعني خسائر مالية كبيرة، خاصة مع ارتفاع تكاليف تشغيل المولدات الخاصة”.
متى تعود الكهرباء؟
أكدت وزارة الكهرباء أن عمليات الإصلاح مستمرة، وأن العمل يجري على إعادة تشغيل المحطات تدريجيًا.
فيما أشار مسئولون في قطاع الطاقة إلى أن عودة التيار الكهربائي قد تستغرق بضع ساعات في حال عدم وجود أضرار هيكلية كبيرة في الشبكة.
وتبقى الأزمة الكهربائية في سوريا تحديًا كبيرًا للسلطات، التي تسعى لإيجاد حلول دائمة رغم العقوبات الاقتصادية ونقص التمويل، وسط مطالبات شعبية بضرورة الاستثمار في الطاقة البديلة وتحسين البنية التحتية الكهربائية لضمان استقرار التيار الكهربائي في المستقبل.
نرشح لك:
مذيع سابق بـ”الجزيرة”.. من هو محمد صالح وزير الثقافة في الحكومة السورية الجديدة؟
إرسال التعليق