جريمة السرقة في القانون اللبناني
قام المشرع اللبناني بتكييف جريمة السرقة على أنّها إما جنحة أو جناية. وبالتالي يوجد نوعان من السرقة (سرقة بسيطة وسرقة مشددة)، وقد نصّ المشرع السوري على عقوبة السرقة بكافة أنواعها على الشكل التالي:
عقوبة السرقة البسيطة جنحوية الوصف
جاء في المادة 636 من قانون العقوبات اللبناني أنّ يعاقب على جرم السرقة بالحبس من شهرين إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من مئة ألف إلى أربعمائة ألف ليرة
يتم الجمع بين عقوبة الحبس والغرامة بشكل وجوبي، حيث لا يجوز للقاضي أن يقوم بالحكم بإحدى العقوبتين دون الأخرى، حيث يجب أن يتم الجمع بينهما.
المحاولة في السرقة يعاقب عليها بموجب المادة 652 من قانون العقوبات وذلك على نحو ما تقرر بالمادة 202 من القانون نفسه (حيث تخفض العقوبة إلى النصف في الجنحة المشروع فيها ويصل إلى الثلث في الجنحة الناقصة. و ذلك وفقاً للقواعد العامة في التجريم، إن مرحلة التفكير في السرقة لا عقاب عليه، ولو تمّ إثبات ذلك فيما بعد من خلال اعتراف الشخص أو عن طريق إبلاغ الغير، لأنها لا تتعدى كونها مرحلة نفسية أو مجرد فكرة لم تظهر إلى العالم الخارجي بمظاهر مادية تبين خطورة السارق.
يقصد بالمحاولة في السرقة وفق القواعد العامة هو البدء في إجراءات التنفيذ مع عدم إتمام هذا التنفيذ لسبب لا دخل لإرادة الفاعل فيه ، وإنّ المحاولة في السرقة قد تكون في صورتين:
الصورة الأولى: تشمل كل حالة لم يتحقق فيها إتمام جريمة السرقة نظرًا إلى ظرف خارج عن إرادة السارق نفسه لأن الجريمة لا تعتبر تامة إلّا منذ الوقت الذي يملك فيها السارق حيازة كاملة مستقرة وهادئة له أو لغيره فإذا لم تكن هذه الحيازة بالنسبة إلى السارق هادئة تكون قد توقفت عند حد المحاولة. ومن أمثلة ذلك: إذا تمّ ضُبط اللص وهو مازال داخل المنزل حاملاً المسروقات تعد محاولة سرقة.
تعتبر أيضاً محاولة سرقة، في حال قاوم المجني عليه السارق أو تبعه بالصراخ وتستمر كذلك إلى أن تنتهي المقاومة أو الصياح، لأنه طوال هذه الفترة لا تكون حيازة الجاني هادئة مستقرة ومستقلة.
بعد محاولة تامة، دخول اللص إلى المنزل للسرقة منه ولكنه لم يجد مال لسرقته أو دخوله إلى السيارة ولم يجد الشيء الذي كان ينوي سرقته.
الصورة الثانية: تتعلق بوقف التنفيذ الذي كان يرغب الجاني بتحقيقه ومثال على ذلك الوصول إلى المال المسروق دون أن يتمكن من وضع اليد عليه، كأن يقوم اللص بفتح باب المنزل من أجل سرقة ماشية فيه و عند دخوله إلى المكان الذي توجد فيه الماشية يقوم بالتوهم بسماع وقع أقدام فيركض هاربًا من الخوف.
كذلك يُعد محاولة في السرقة القيام بعمل يُعتبر من الظروف المشددة في جريمة السرقة ولو كان بعيداً عن المال، كالقيام بتسلق سور المنزل والكسر من الخارج، واستعمال مفتاح غير مشروع أي منسوخ، و استعمال العنف وأي ظرف من ظروف التشديد المنصوص عليها في المادتين 638 و 639 من قانون العقوبات. وقد قضي بأنه يكفي لاعتبار الجاني قد شرع في جريمة السرقة المصحوبة بظروف مشددة إتيانه شطراً من الأفعال التي تعتبر من الظروف المشددة وفق القانون اللبناني وأنه متى كان المتهم قد فتح الباب الرئيسي للمنزل بواسطة كسره من الخارج، ثم كسر كذلك باب القاعة بقصد السرقة، ولكنه فوجئ قبل أن يتم مقصده، فإن ذلك يُعد شروعاً في سرقة للمنقولات التي بالقاعة ولو لم يكن قد دخلها ولم يمس شيئاً مما قصده
إرسال التعليق