حماس ترد على تهديدات ترامب بشأن الأسرى الإسرائيليين
ردت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تضمنت ما وصفه بـ”الإنذار الأخير” للحركة، مطالبًا إياها بالإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وفي بيان صحفي، قال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، إن تصريحات ترامب تعقد جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أنها تشجع إسرائيل على التهرب من تنفيذ التزاماتها وفقًا للاتفاقيات المبرمة.
وأشار قاسم إلى أن الاتفاق الذي جرت واشنطن وسيطًا فيه ينص على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على ثلاث مراحل، موضحًا أن حماس نفذت المرحلة الأولى بالكامل، بينما تواصل تل أبيب المماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية.
وأضاف المتحدث: “المطلوب من الإدارة الأمريكية هو الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بمفاوضات المرحلة الثانية، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في وقف إطلاق النار”.
تهديدات ترامب وتحذيره لحماس
وجاء رد حماس بعد منشور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”، وجه فيه تحذيرًا صارمًا للحركة.
وكتب ترامب: “شالوم حماس، تعني مرحبًا ووداعًا، يمكنكم الاختيار: إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، أو ستكون النهاية بالنسبة لكم”.
وأضاف: “نرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون هناك أي فرد من حماس آمنًا إذا لم تلتزموا بما أقول. اتخذوا قرارًا حكيمًا، أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا فستواجهون الجحيم لاحقًا!”.
تصاعد التوترات وسط الجمود في المفاوضات
وتأتي هذه التصريحات في ظل تعثر المفاوضات بين الجانبين، واستمرار التصعيد في المنطقة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاتفاقات بين الأطراف المعنية.
واندلعت حرب غزة الأخيرة في أكتوبر الماضي 2024، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستمرت لعدة أشهر، مخلفةً خسائر بشرية ومادية جسيمة.
بدأت الأعمال العدائية بتصعيد عسكري في يوم 7 أكتوبر الماضي، حيث قامت حماس بإطلاق صواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، وردت إسرائيل بشن غارات جوية مكثفة على قطاع غزة.
وتعود جذور النزاع إلى التوترات المستمرة بين الجانبين، والتي تفاقمت بسبب قضايا مثل الحصار المفروض على غزة، والاعتقالات المستمرة للفلسطينيين، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى. في أكتوبر 2024، أدى مقتل عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية إلى تصعيد الموقف، مما دفع حماس إلى الرد بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل.
وشهدت الحرب استخدامًا مكثفًا للقوة من قبل الطرفين. إسرائيل نفذت عمليات برية وجوية وبحرية استهدفت مواقع حماس والبنية التحتية في غزة، بينما استمرت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في إطلاق الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين من الجانبين.
جهود وقف إطلاق النار
في يناير 2025، وبعد جهود دبلوماسية مكثفة من قبل الولايات المتحدة ومصر وقطر، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. تضمن الاتفاق ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وتبادل الأسرى بين الجانبين، حيث أطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيليًا، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
المرحلة الثانية: التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
المرحلة الثالثة: بدء عملية إعادة إعمار غزة، والتي من المتوقع أن تستمر من ثلاث إلى خمس سنوات، بمشاركة المجتمع الدولي.
الوضع الإنساني في غزة:
خلفت الحرب أوضاعًا إنسانية صعبة في قطاع غزة، حيث دُمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية، ونزح مئات الآلاف من السكان. ومع بدء سريان وقف إطلاق النار، بدأت المنظمات الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية، والعمل على إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
التطورات اللاحقة:
في مارس 2025، أكدت الولايات المتحدة دخولها في مفاوضات مباشرة مع حماس لأول مرة، بهدف تأمين الإفراج عن الرهائن الأمريكيين المتبقين في غزة، وضمان استمرارية وقف إطلاق النار. تُجرى هذه المفاوضات في الدوحة، بمشاركة وسطاء من مصر وقطر، وبتنسيق مع إسرائيل.
ورغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق سلام دائم، في ظل استمرار التوترات والمطالب المتبادلة بين الجانبين.
إرسال التعليق