جاري التحميل الآن

“حماس” توافق على مقترحًا لاستئناف المفاوضات بشأن غزة

حماس

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنها تسلمت مقترحًا جديدًا من الوسطاء لاستئناف المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرةً إلى أنها تعاملت مع المبادرة بإيجابية وسلمت ردها الرسمي فجر الجمعة، الذي يتضمن موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إلى جانب تسليم جثامين أربعة آخرين يحملون جنسيات مزدوجة.

حماس تؤكد التزامها بالمفاوضات وضرورة التزام إسرائيل

وفي بيان رسمي، أكدت الحركة أنها جاهزة تمامًا لبدء المفاوضات، وأنها تسعى إلى التوصل إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية من الصفقة، داعيةً إلى ضرورة التزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته بالكامل، وعدم التراجع عن أي اتفاق يتم التوصل إليه بوساطة دولية.

يأتي هذا التطور بعد أن قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اقتراحًا جديدًا يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى ما بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي في 20 أبريل، مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة، الذين يعانون من أزمة إنسانية حادة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.

تطورات حرب غزة منذ بدايتها

بدأت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا عسكريًا غير مسبوق ضد أهداف إسرائيلية تحت اسم “طوفان الأقصى”، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الجنود والمستوطنين، إضافة إلى أسر عشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين، بينهم أجانب يحملون جنسيات أمريكية وأوروبية.

ردًا على الهجوم، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة تحت مسمى “السيوف الحديدية”، شملت غارات جوية مكثفة، قصفًا مدفعيًا وبريًا واسعًا، إضافة إلى فرض حصار خانق أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه والوقود عن السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى تشريد مئات الآلاف من العائلات.

في نوفمبر 2023، توصلت الوساطة القطرية والمصرية، بدعم من الولايات المتحدة، إلى هدنة مؤقتة استمرت أسبوعًا، تضمنت إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين، إضافة إلى السماح بإدخال شحنات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ومع ذلك، انهارت الهدنة بعد رفض إسرائيل تنفيذ مرحلة ثانية من الاتفاق، وواصلت عدوانها على القطاع، مستهدفة المستشفيات، والمدارس، والمناطق السكنية المكتظة.

الوساطة الدولية ومحاولات التهدئة

خلال الأشهر الأخيرة، كثّفت الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، ومصر، وفرنسا جهودها للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، لكن المفاوضات كانت تصطدم دائمًا برفض إسرائيل تقديم تنازلات جوهرية، خصوصًا فيما يتعلق بانسحاب قواتها من القطاع، ووقف الاستيطان، ورفع الحصار.

وفي مارس 2025، عاد الحديث مجددًا عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بعد أن مارست إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، من أجل قبول صيغة توافقية تضمن وقف القتال والإفراج عن مزيد من الأسرى.

وفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن الاقتراح الجديد الذي قدمه ويتكوف يتضمن:

– تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية أبريل 2025.

– إطلاق حماس سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، إضافة إلى جثامين تسعة آخرين، على عدة مراحل.

– زيادة كميات المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والوقود والدواء.

– إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.

ردود الفعل الدولية على موقف حماس

رحّبت قطر ومصر برد “حماس” على المقترح، ووصفتاه بأنه خطوة إيجابية يمكن أن تؤدي إلى تهدئة الأوضاع ومنع تصعيد عسكري جديد في شهر رمضان، في وقت يخشى فيه المجتمع الدولي من اندلاع حرب إقليمية أوسع إذا استمر القتال.

من جانبها، لم تصدر إسرائيل بعد ردًا رسميًا على موقف حماس، لكن مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن تل أبيب تدرس الاقتراح، لكنها قد ترفضه إذا لم يتضمن تفاصيل واضحة حول نزع سلاح المقاومة في غزة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع.

في المقابل، شددت الإدارة الأمريكية على ضرورة اغتنام الفرصة لإنهاء القتال، محذرةً من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل، خاصة بعد الانتقادات المتزايدة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، التي وصفت الحرب بأنها حملة إبادة ضد المدنيين في غزة.

ومع دخول حرب غزة شهرها السادس، تبقى الأنظار موجهة نحو المفاوضات الجارية، حيث يرى محللون أن الموافقة الأولية لحماس قد تفتح الباب أمام اتفاق هدنة طويل الأمد، شريطة التزام إسرائيل بتنفيذ جميع التزاماتها وعدم استخدام المفاوضات كتكتيك للمماطلة والاستمرار في القصف.

وفي انتظار رد الجانب الإسرائيلي، تبقى الأوضاع في غزة حرجة، وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة، ومطالبات دولية متزايدة بوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع.

نرشح لك:
واشنطن تقترح هدنة ممتدة في غزة.. وإسرائيل تبدي موافقة مبدئية

إرسال التعليق