جاري التحميل الآن

دول عربية تعلن دعمها لسوريا في مواجهة فلول النظام السابق

سوريا

أعربت دول عربية وإقليمية عن تضامنها مع الحكومة السورية في معركتها ضد فلول النظام السابق، بعد سلسلة هجمات مسلحة استهدفت قوات الأمن في منطقة الساحل، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

دعم عربي لسوريا في مواجهة التهديدات الأمنية
في هذا السياق، أدانت دولة قطر بأشد العبارات الهجمات التي نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، تضامنها الكامل مع الجمهورية العربية السورية، ودعمها للإجراءات التي تتخذها الحكومة لتعزيز السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار.

وشددت الخارجية القطرية على موقف الدوحة الثابت في دعم سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، مؤكدة على حق الشعب السوري في تحقيق تطلعاته في الحرية والتنمية والازدهار.

من جهتها، أكدت المملكة الأردنية الهاشمية دعمها لسوريا في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، معربة عن رفضها أي تدخل خارجي أو محاولات لزعزعة استقرار البلاد.

وقالت الخارجية الأردنية في بيانها اليوم الجمعة، إن عمّان تقف إلى جانب سوريا في مواجهة التهديدات الأمنية، مؤكدة على أهمية دعم جهود إعادة بناء الدولة السورية الجديدة على أسس تحمي وحدة البلاد واستقرارها.

السعودية وتركيا تحذّران من التصعيد
وفي وقت سابق اليوم، أكدت المملكة العربية السعودية وتركيا دعمهما للحكومة السورية الانتقالية، وشددتا على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع أي تصعيد قد يهدد مستقبل البلاد.

وحذرت الرياض وأنقرة من خطورة تصاعد العنف بعد اندلاع اشتباكات في اللاذقية ومحيطها بين القوات الأمنية السورية وعناصر موالية للنظام المخلوع، مشيرتين إلى ضرورة التصدي لأي محاولات لإعادة الفوضى إلى البلاد.

الحكومة السورية تشكر الدول الداعمة
بدوره، أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن شكره للدول العربية والإقليمية التي عبرت عن دعمها للحكومة السورية في مواجهة فلول النظام السابق، مؤكداً أن بلاده تواجه حرباً مفتوحة تهدف إلى نشر الفوضى وعرقلة المسار السياسي الجديد.

وأشار الشيباني إلى أن الشعب السوري أظهر وعياً وطنياً عالياً من خلال التفافه حول القيادة الجديدة، خاصة في المناطق التي كانت تحت تأثير النظام السابق، مؤكداً أن الرئيس أحمد الشرع اتخذ خطوات لتعزيز الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.

تطورات المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد
يذكر أنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكنت الفصائل السورية من بسط سيطرتها على دمشق بعد تحرير عدة مدن أخرى، منهيةً 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

ومنذ ذلك الحين، شرعت الحكومة السورية في إجراءات التسوية، حيث فتحت مراكز لاستقبال عناصر النظام السابق لتسليم أسلحتهم، وهو ما استجاب له آلاف الجنود، فيما رفض بعضهم – لا سيما في منطقة الساحل، حيث يتمركز كبار ضباط النظام المخلوع – وواصلوا تنفيذ هجمات مسلحة ضد القوات الحكومية.

وفي ظل استمرار العمليات الأمنية، تبقى الأوضاع في سوريا محط أنظار المجتمع الدولي، وسط ترقب لمآلات الصراع بين الحكومة الانتقالية وفلول النظام السابق.


بداية الاحتجاجات في سوريا
وشهدت سوريا اضطرابات كبيرة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مارس/آذار 2011، التي بدأت كمطالب سلمية للإصلاح السياسي، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح شامل بسبب القمع العنيف الذي مارسته قوات نظام بشار الأسد ضد المتظاهرين.

بداية الأزمة وتصاعد النزاع
بدأت الاحتجاجات في مدينة درعا، مطالبة بالإصلاحات السياسية، لكنها قوبلت بعنف مفرط، مما أدى إلى تصاعد التوترات وانتشار المظاهرات في مختلف المدن السورية، مثل دمشق، حمص، حلب، وإدلب. وبحلول 2012، دخلت سوريا في حرب أهلية مفتوحة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.

التدخلات الخارجية وتعقيد المشهد
مع تصاعد النزاع، تدخلت عدة أطراف دولية وإقليمية دعماً لأطراف مختلفة:

روسيا وإيران دعمتا النظام السوري عسكرياً، حيث قدمت موسكو دعماً جوياً مكثفاً منذ 2015، بينما أرسلت طهران ميليشيات مسلحة مثل حزب الله اللبناني.
الولايات المتحدة والتحالف الدولي ركزوا على قتال تنظيم داعش، كما قدموا دعماً لفصائل معارضة، لا سيما قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي.
تركيا تدخلت عسكرياً عبر عمليات مثل درع الفرات ونبع السلام، مستهدفة الفصائل الكردية المسلحة.
سقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة الانتقالية
استمر النزاع المسلح لأكثر من عقد، حتى بدأت الكفة تميل لصالح المعارضة في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد الانشقاقات داخل النظام وتراجع الدعم الدولي له.

وفي 8 ديسمبر الأول 2024، انهار نظام بشار الأسد بعد سيطرة فصائل المعارضة على دمشق، مما أنهى أكثر من 50 عامًا من حكم عائلة الأسد. على إثر ذلك، تم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي تعهد بإعادة بناء الدولة السورية وفق أسس ديمقراطية ومدنية.
نرشح لك:
حماس ترد على تهديدات ترامب بشأن الأسرى الإسرائيليين

إرسال التعليق