جاري التحميل الآن

ريان جيجز.. من أسطورة مانشستر يونايتد إلى رجل أعمال

جيجز

بعد مسيرة كروية استثنائية استمرت 24 عامًا مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، قرر النجم الويلزي ريان جيجز وضع حدٍّ لمشواره كلاعب في عام 2014، لكنه لم يبتعد عن عالم الساحرة المستديرة، بل انطلق في مسارات جديدة، شملت التدريب، والتحليل الرياضي، والاستثمار في مجال الأعمال، ليواصل نجاحه بأسلوب مختلف خارج المستطيل الأخضر.

إنجازات كروية استثنائية مع مانشستر يونايتد
يعد جيجز من أبرز لاعبي الجيل الذهبي في مانشستر يونايتد، حيث نشأ إلى جانب نجوم مثل ديفيد بيكهام، وبول سكولز، وغاري نيفيل، وكان جزءًا من مجموعة اللاعبين الشباب الذين احترفوا في عام 1991 عندما كان في السابعة عشرة من عمره. وقد ظل وفيًّا للنادي طوال مسيرته، ليصبح اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ مانشستر يونايتد، حيث خاض معه 963 مباراة، وأحرز 34 لقبًا في مختلف البطولات.

ومن بين أبرز إنجازاته، 13 لقبًا في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليج)، ولقبان في دوري أبطال أوروبا، إلى جانب بطولات محلية وأوروبية أخرى، مما جعله أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ الكرة الإنجليزية.
وكانت آخر مباراة له بقميص اليونايتد أمام هال سيتي في 6 مايو 2014 ضمن منافسات الجولة 34 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

بداية جديدة في عالم التدريب
بعد اعتزاله اللعب مباشرة، بدأ جيجز مسيرته التدريبية عندما تم تعيينه مساعدًا للمدرب الهولندي لويس فان خال في مانشستر يونايتد، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2016.
وخلال هذه الفترة، أسهم في تطوير أداء الفريق، وإعداد اللاعبين الشباب، مستفيدًا من خبرته الطويلة في الملاعب.

لكن رحيل فان خال عن تدريب مانشستر يونايتد أدى إلى رحيل غيغز أيضًا، ليبدأ بعدها تجربة جديدة كمدرب للمنتخب الويلزي في عام 2018.
وخلال فترة توليه قيادة منتخب بلاده، ركز على تطوير المواهب الشابة، وتعزيز أداء الفريق في التصفيات الأوروبية والعالمية، رغم التحديات التي واجهته.
وكان هدفه الأساسي هو بناء فريق قوي قادر على المنافسة على الساحة الدولية، مستندًا إلى فلسفة اللعب الهجومي التي اكتسبها خلال مسيرته مع مانشستر يونايتد.

الانتقال إلى عالم الإعلام الرياضي
لم يكتفِ جيجز بالتدريب، بل دخل عالم التحليل الرياضي، حيث ظهر كمحلل في العديد من البرامج التلفزيونية الشهيرة، أبرزها على قناة “سكاي سبورتس”، حيث كان له حضور بارز في تحليل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، نظرًا لخبرته العميقة بأساليب اللعب وتكتيك الفرق.

واكتسب غيغز احترام المشاهدين بفضل تحليلاته الدقيقة وفهمه العميق لكرة القدم، ما جعله من أبرز المحللين الذين يتابعهم عشاق اللعبة حول العالم.

التحول إلى عالم الأعمال والاستثمار في الأندية
في السنوات الأخيرة، وسّع غيغز نشاطه ليشمل مجال الأعمال، حيث أصبح أحد مُلاك نادي “سالفورد سيتي”، الذي يشارك في بطولات الدوري الإنجليزي لكرة القدم. ويشترك في ملكية النادي عدد من نجوم مانشستر يونايتد السابقين، الذين يسعون إلى تطوير النادي وتحقيق النجاحات على مستوى البطولات الإنجليزية الكبرى.

كما دخل جيجز في مشاريع استثمارية أخرى، ليبرهن على قدرته على النجاح خارج كرة القدم، بنفس العزيمة التي أظهرها داخل الملاعب.

تحديات شخصية وتجاوز الأزمات
رغم نجاحاته المهنية، لم تخلُ حياة غيغز من التحديات، إذ واجه بعض القضايا القانونية التي شغلت وسائل الإعلام، خصوصًا في عام 2020، حين تم اتهامه في قضية اعتداء على امرأتين. لكن المحكمة أسقطت التهم الموجهة إليه لاحقًا لعدم توفر الأدلة الكافية، ليتمكن غيغز من تجاوز هذه الأزمة، ومواصلة حياته المهنية دون أن تؤثر هذه القضية على سمعته في عالم الرياضة.

إرث ريان جيجز في كرة القدم وخارجها
نجح ريان جيجز في إعادة تعريف مسيرته بعد الاعتزال، حيث لم يقتصر نجاحه على كونه أحد أعظم لاعبي مانشستر يونايتد، بل أثبت قدرته على التألق في مجالات التدريب، والإعلام، والاستثمار الرياضي. ورغم التحديات، ظل اسم غيغز مرتبطًا بكرة القدم، سواء داخل المستطيل الأخضر أو من خارجه، ليظل واحدًا من أكثر الشخصيات الرياضية تأثيرًا في العالم.

ومع استمرار مسيرته في عالم الأعمال والإعلام، يظل جيجز نموذجًا يُحتذى به للرياضيين الذين يسعون إلى النجاح بعد انتهاء مشوارهم في الملاعب، ويثبت أن التفوق لا يقتصر فقط على اللعب، بل يمكن أن يمتد إلى مجالات أخرى بمجرد امتلاك الرؤية والطموح.

نرشح لك: الهلال السعودي يستهدف التعاقد مع نجم ليفربول

إرسال التعليق