سوريا.. وفد السويداء يكشف حقيقة دمج المحافظة مع دمشق
نفت اللجنة الممثلة لمحافظة السويداء، صحة الأنباء المتداولة حول توقيع اتفاق رسمي مع الحكومة السورية لدمج المحافظة تحت إدارة دمشق، مؤكدة أن ما نشر في وسائل الإعلام لا يعدو كونه “تخرصات” لا تستند إلى أي وقائع حقيقية.
وأوضح أعضاء الوفد، الذين التقوا بالرئيس السوري أحمد الشرع يوم الإثنين، أن اللقاء ركّز على مناقشة القضايا الاقتصادية والأمنية التي تعاني منها السويداء، إضافة إلى تطلعات سكانها لمستقبل البلاد، والاستماع إلى رؤية الرئيس حول الأوضاع الراهنة.
وشدد الوفد على أن أي مزاعم عن توقيع اتفاق بهذا الشأن غير دقيقة.
بين التأكيد والنفي.. تضارب في الروايات
من جانبها، نقلت وكالة “سانا” الرسمية أن اللقاء عكس أهمية المرحلة التاريخية التي تمر بها سوريا، مشيرة إلى أن هناك سعيًا لتحقيق العدالة وتعزيز سيادة القانون، مع ضمان التمثيل العادل لكافة مكونات المجتمع السوري، رغم التحديات الإقليمية والدولية التي تحيط بالبلاد.
في المقابل، ذكرت شبكة “أخبار سوريا الحرة” أن اجتماع الوفد مع الحكومة السورية أسفر عن اتفاق غير معلن لدمج مؤسسات المحافظة ضمن هيكل الدولة السورية بشكل كامل، وهو ما يتعارض مع تصريحات الوفد الذي نفى التوصل إلى أي التزامات رسمية في هذا السياق.
التوترات الداخلية تعكس القلق الشعبي
تزامن هذا الجدل مع تصاعد التوترات الداخلية في السويداء، حيث أفاد خالد سلوم، رئيس منظمة “جذور”، أن تعاطي الحكومة السورية مع الأوضاع في الساحل، وعدم اتخاذها موقفًا واضحًا كدولة، أدى إلى تآكل ثقة بعض أبناء السويداء بالإدارة المركزية.
وأشار سلوم إلى أن هذا الوضع دفع بعض المجتمعات المحلية داخل سوريا إلى التمسك بهوياتها الضيقة، وهو ما تجلى في استبدال العلم السوري بعلم طائفة الموحدين الدروز في بعض المناطق. وأوضح أن مخاوف المدنيين في السويداء من تكرار مجازر الساحل دفعتهم إلى التراجع عن الانخراط في المشهد السياسي بشكل مباشر، تحسبًا لأي تطورات غير متوقعة.
آفاق جديدة بعد الاتفاقات الإقليمية
لكن وفقًا لسلوم، فإن الأمل بدأ يلوح في الأفق بعد الأنباء المتداولة عن اتفاق بين الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا والحكومة الانتقالية في دمشق، وهو ما عزز توقعات السكان بالحصول على ضمانات مماثلة تضمن تمثيلًا عادلًا لمختلف المكونات السورية.
وأشار سلوم إلى أن هذه التطورات دفعت بعض الشباب إلى إعادة رفع العلم السوري في ساحة المحافظة، بعد أن كانوا قد استبدلوه سابقًا، وذلك على خلفية مشاهد العنف التي تم تداولها من مناطق الساحل، والتي دفعتهم إلى إعادة النظر في مواقفهم.
الفصائل المحلية تميل نحو التقارب مع دمشق
من جهة أخرى، أكد سلوم أن اللقاء بين وفد السويداء والرئيس الشرع شهد مشاركة نشطاء وشخصيات بارزة من المحافظة، حيث تم التطرق إلى قضايا جوهرية تخص مستقبل السويداء، في أجواء وصفها بـ”الإيجابية”، واستمر الاجتماع لمدة ساعتين.
وأضاف أن معظم الفصائل المسلحة في المحافظة بدأت تميل نحو إبرام اتفاق مع دمشق، بما في ذلك شخصيات وكيانات مؤثرة مثل الشيخ سليمان عبد الباقي، وحركة “رجال الكرامة”، و”لواء الجبل”، ومضافة شيخ الكرامة، حيث أبدوا استعدادهم للانخراط ضمن قوى الأمن الداخلي، في خطوة تعكس رغبة متزايدة في تحقيق الاستقرار بالمحافظة.
مستقبل السويداء بين الاندماج والاستقلالية
رغم نفي وفد السويداء وجود أي اتفاق رسمي حتى الآن، فإن التطورات الأخيرة تعكس توجّهًا عامًا نحو التقارب بين السويداء ودمشق، خاصة مع تصاعد الضغوط الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها المحافظة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا التقارب سيؤدي إلى حل مستدام، أم أنه مجرد خطوة مؤقتة في ظل المشهد السياسي المتغير في سوريا.
نرشح لك:
“الدفاع السورية” تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل وتأمين المناطق الحيوية
إرسال التعليق