قلة النوم تهدد المناعة وصحة القلب.. وخبراء ينصحون باتباع نظام نوم صحي
يُعد الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق عاملًا أساسيًا للحفاظ على صحة جيدة وحياة متوازنة، حيث أظهرت الدراسات العلمية أن النوم المنتظم يحسن الحالة الجسدية والنفسية، ويعزز الشعور بالراحة العقلية والاستقرار العاطفي.
وعلى العكس، فإن السهر وقلة النوم لهما تأثيرات سلبية تضعف الجهاز المناعي وتزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المختلفة.
ومع تسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط اليومية، يعاني الكثيرون من اضطرابات النوم، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض المختلفة.
تأثير قلة النوم على الجهاز المناعي
أفاد تقرير صادر عن مؤسسة Schiff للأبحاث الطبية أن اضطراب النوم المزمن لا يقتصر تأثيره على الشعور بالإرهاق فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على كفاءة الجهاز المناعي.
ووفقًا للدراسات الحديثة، فإن الأرق وقلة النوم يؤديان إلى انخفاض إنتاج الأجسام المناعية، مما يقلل من قدرة الجسم على التصدي للعدوى الفيروسية والبكتيرية.
وذكرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا يكونون أكثر عرضة لنزلات البرد والإنفلونزا بنسبة تصل إلى 50% مقارنةً بمن ينامون 7 ساعات أو أكثر.
كما أن اضطرابات النوم تؤثر على قدرة الجسم في إنتاج الأجسام المضادة، مما يجعل الاستجابة للقاحات المختلفة أقل فاعلية.
قلة النوم وأمراض القلب والشرايين
لا تقتصر أضرار قلة النوم على الجهاز المناعي فحسب، بل تمتد أيضًا لتشمل صحة القلب والشرايين. فقد أشارت الدراسات إلى أن الحرمان من النوم يؤدي إلى ارتفاع مستويات البروتينات الالتهابية في الجسم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
كما أكدت دراسة نشرتها جمعية القلب الأمريكية أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المستمر معرضون بنسبة 48% أكثر للإصابة بأمراض القلب التاجية، وبنسبة 15% أكثر لخطر السكتات الدماغية، مقارنةً بمن يحصلون على نوم كافٍ يوميًا.
كيف يؤثر النوم المتقطع على الصحة؟
أوضح الباحثون أن تأثير قلة النوم لا يرتبط فقط بعدد الساعات، ولكن أيضًا بجودة النوم. فالأشخاص الذين يعانون من نوم متقطع أو غير عميق يواجهون نفس المخاطر الصحية التي يواجهها من لا يحصلون على النوم الكافي، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف باسم هرمون التوتر، والذي يؤثر سلبًا على عمليات الأيض ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري.
دور النوم في تحسين الاستجابة المناعية
يؤكد العلماء أن النوم العميق يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز استجابة الجهاز المناعي، حيث أظهرت التجارب أن الأشخاص الذين يحصلون على 7-9 ساعات من النوم الجيد يوميًا يتمتعون بمناعة أقوى، وتكون استجابتهم للقاحات والمضادات الحيوية أعلى كفاءة.
في المقابل، يعاني من ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا من ضعف الاستجابة للقاحات بنسبة تصل إلى 50%، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا وكورونا.
نصائح لتحسين جودة النوم
لتجنب هذه المخاطر الصحية، ينصح الخبراء باتباع روتين نوم صحي يشمل:
1- الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة للحفاظ على ثبات الساعة البيولوجية.
2- تخصيص وقت للاسترخاء قبل النوم، مثل القراءة أو التأمل، لتهيئة الجسم للراحة.
3- النوم في بيئة هادئة ومظلمة مع تقليل مصادر الإضاءة لتجنب اضطرابات النوم.
4- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث تؤثر إضاءة الشاشات على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
5- استشارة مختص في حال استمرار اضطرابات النوم، حيث قد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلات صحية خطيرة مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو الأرق المزمن.
ختاما.. يعد الالتزام بعادات نوم صحية ضرورة ملحّة للحفاظ على الصحة العامة وتعزيز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
نرشح لك:
بدائل طبيعية لـ السكريات في رمضان.. خيارات صحية للحفاظ على الطاقة
إرسال التعليق