“نتفليكس” تحذر مستخدميها من عملية احتيال إلكتروني
انتشرت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من عمليات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف مستخدمي منصة البث الشهيرة “نتفليكس”، حيث يتلقى بعض المستخدمين رسائل بريد إلكتروني تبدو وكأنها صادرة رسميًا عن الشركة، لكنها في الواقع محاولات احتيالية تهدف إلى سرقة بياناتهم الشخصية والمصرفية.
تفاصيل عملية الاحتيال
تصل إلى المستخدمين رسائل تدّعي أن حساباتهم قد تم تعليقها بسبب مشكلات تتعلق بوسيلة الدفع، وتطلب منهم تحديث تفاصيل الدفع الخاصة بهم في أسرع وقت ممكن لاستعادة الوصول إلى حساباتهم. تحتوي الرسالة على رابط مرفق، وعند النقر عليه، يتم توجيه الضحية إلى صفحة تسجيل دخول مزيفة تبدو متطابقة تقريبًا مع الصفحة الرسمية لـ”نتفليكس”، مما يجعل من الصعب التمييز بينها وبين الموقع الأصلي.
بمجرد إدخال الضحية لمعلوماته الشخصية، بما في ذلك اسم المستخدم وكلمة المرور والعنوان وتفاصيل الدفع، يتم إرسال هذه البيانات مباشرة إلى المحتالين، مما يعرّض الضحية لخطر فقدان أمواله أو استخدام بياناته في عمليات احتيالية أخرى.
رأي الخبراء في الأمن السيبراني
وفي حديث لـ”العربية.نت”، أوضح الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، أن هذا النوع من الهجمات الاحتيالية أصبح أكثر تطورًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي ساهمت في زيادة سرعة انتشارها واستهداف عدد أكبر من المستخدمين بدقة عالية.
وأشار الخبير إلى أن المحتالين يستغلون حيل الهندسة الاجتماعية لإثارة الشعور بالإلحاح والخوف لدى الضحايا، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات متسرعة مثل إدخال بياناتهم دون التحقق من صحة المصدر. وأضاف قائلًا: “المجرمون الإلكترونيون باتوا أكثر ذكاءً في تصميم مواقع مزيفة تتطابق تمامًا مع المواقع الحقيقية، حيث يمكنهم في غضون دقائق إنشاء صفحات احتيالية قادرة على خداع المستخدمين بسهولة، خاصة مع استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة رسائل بريد إلكتروني مقنعة وخالية من الأخطاء الإملائية أو اللغوية التي كانت تكشف عمليات الاحتيال سابقًا.”
إحصائيات حول هجمات التصيد الاحتيالي
وفقًا لتقرير صادر عن شركة “كاسبرسكي” للأمن السيبراني، فإن عمليات التصيد الاحتيالي ازدادت بنسبة 47% في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، حيث تستهدف أغلب هذه الهجمات مستخدمي الخدمات الرقمية الشهيرة مثل “نتفليكس” و”أمازون” و”باي بال”.
كما أن أكثر من 60% من هجمات التصيد تتم عبر البريد الإلكتروني، وهو ما يجعل المستخدمين بحاجة إلى توخي الحذر عند التفاعل مع أي رسائل تطلب منهم تقديم معلومات شخصية.
نصائح للحماية من عمليات الاحتيال
لمواجهة هذه الهجمات، قدم الدكتور محمد محسن رمضان مجموعة من النصائح لمستخدمي “نتفليكس” وجميع الخدمات الرقمية، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب الوقوع ضحية لمثل هذه العمليات الاحتيالية، ومنها:
عدم النقر على الروابط المشبوهة: عند تلقي أي رسالة تدّعي وجود مشكلة في الحساب، يجب عدم النقر على الروابط المرفقة، بل يُفضل زيارة الموقع الرسمي مباشرة عبر المتصفح.
التحقق من مصدر البريد الإلكتروني: يجب فحص عنوان البريد الإلكتروني المرسل بعناية، حيث غالبًا ما يستخدم المحتالون عناوين مشابهة للمؤسسات الحقيقية ولكن مع اختلافات طفيفة.
تفعيل ميزة المصادقة الثنائية: استخدام المصادقة الثنائية يضيف طبقة أمان إضافية، مما يجعل من الصعب على المحتالين الوصول إلى الحساب حتى لو تمكنوا من سرقة كلمة المرور.
الاعتماد على تطبيقات إدارة كلمات المرور: تتيح هذه التطبيقات تخزين بيانات تسجيل الدخول بأمان، كما يمكنها الكشف عن المواقع المزيفة التي تحاول انتحال هوية مواقع رسمية.
الإبلاغ عن الرسائل الاحتيالية: في حال تلقي رسالة مشبوهة، يُفضل إبلاغ فريق دعم “نتفليكس” أو الجهات المختصة بالأمن السيبراني حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الاحتيال.
مع تزايد انتشار عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، أصبح من الضروري أن يكون المستخدمون أكثر وعيًا ويقظة عند التعامل مع الرسائل المشبوهة التي تطلب منهم مشاركة بياناتهم الشخصية.
وتبقى أفضل وسيلة للحماية هي الحذر وعدم التسرع في إدخال المعلومات قبل التحقق من مصدر الطلب.
نرشح لك:
دراسة حديثة: الوشم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والورم الليمفاوي
إرسال التعليق