هل تنجح مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سوريا؟
تتجه الأوضاع في الشرق الأوسط نحو تصعيد جديد مع تداول تقارير إعلامية حول مساعٍ لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، من بينها سوريا، وسط حديث عن مفاوضات مع بعض الدول الإفريقية لنقل سكان القطاع إليها.
ووفقًا لمصادر سورية مطلعة نقلتها وكالة “سبوتنيك”، فإن هناك مقترحًا لنقل الفلسطينيين إلى الأراضي السورية مقابل إعادة إعمار المناطق المتضررة، وتمكين الحكومة الانتقالية في دمشق من تحقيق استقرار اقتصادي.
رفض سوري لخطط التهجير
يرى رياض درار، عضو الهيئة الاستشارية لمجلس سوريا الديمقراطية، أن نقل الفلسطينيين من أرضهم انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن الحكومة الانتقالية السورية لا تملك الصلاحية لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الشعب السوري أو الفلسطيني، نظرًا لكونها سلطة غير منتخبة.
وأضاف أن واشنطن قد تمارس ضغوطًا على دمشق، لكنها لن تكون ذات جدوى في ظل الرفض الشعبي السوري والفلسطيني لهذا المخطط، مشددًا على ضرورة إيجاد حلول أخرى لأزمة غزة بدلًا من إجبار السكان على التهجير القسري.
من جانبه، أكد عادل الحلواني، رئيس ميثاق دمشق الوطني، أن سوريا سترفض هذا المقترح كما فعلت مصر والأردن سابقًا، مشيرًا إلى أن الهدف من التهجير هو فرض أمر واقع جديد على القضية الفلسطينية.
أدوات الضغط الأمريكية
يرى الباحث المصري هاني الجمل أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان الضغط على دمشق من خلال الملف الأمني، إضافة إلى إعادة إنتاج رموز النظام السوري السابق، واستغلال ملفات الأقليات العرقية مثل الأكراد والدروز.
وأوضح أن الحكومة السورية تواجه تحديات داخلية معقدة، مما قد يجعلها ترفض الفكرة، لا سيما في ظل الوجود الإسرائيلي في جبل الشيخ، والتمركز الأمريكي في شرق الفرات.
وأشار الجمل إلى أن الشارع السوري قد ينقسم حول هذا الطرح، حيث يخشى البعض من أن يكون الفلسطينيون الجدد موالين لإيران، بينما يرى آخرون أن استقبالهم قد يساهم في استقرار المرحلة الانتقالية.
الفلسطينيون بين التهجير القسري والصمت الدولي
يرى مراقبون أن إسرائيل تعتمد على سياسة التهجير القسري والطوعي والصامت، عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية، لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، مما يزيد من تعقيد الأوضاع.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد صرح في وقت سابق بأن “لا أحد سيتم طرده من غزة بالقوة، ولن يُجبر سكان القطاع على المغادرة”، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى استمرار المساعي الدولية لإيجاد بدائل لتهجير الفلسطينيين.
في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، برزت تقارير وتحليلات تتحدث عن مخططات لتهجير السكان الفلسطينيين من القطاع إلى مناطق أخرى، من بينها سوريا. هذا المخطط يأتي ضمن سيناريوهات تهجير قسري تستهدف تفريغ القطاع من سكانه في إطار سياسات إسرائيلية تسعى لإحداث تغيير ديموغرافي.
تفاصيل مخطط تهجير سكان غزة إلى سوريا
طرح مقترحات لتهجير سكان غزة إلى دول مختلفة، بما في ذلك شمال سوريا، حيث تسيطر الفصائل المدعومة من تركيا، أو إلى مناطق نائية داخل سوريا مثل البادية السورية.
الاعتماد على حجج مثل “الحل الإنساني“، تحت غطاء تقديم مناطق آمنة للمدنيين، خاصة بعد التدمير الواسع للبنية التحتية في غزة.
ضغوط دولية وإقليمية لمناقشة إمكانية استقبال لاجئين من غزة في دول مثل مصر، الأردن، وسوريا، وهو ما ترفضه هذه الدول بشكل رسمي حتى الآن.
أسباب رفض المخطط
الرفض الفلسطيني القاطع: حيث يصر الفلسطينيون على حقهم في البقاء داخل أرضهم وعدم تهجيرهم قسرًا.
الموقف العربي والدولي: أعلنت مصر والأردن رسميًا رفض أي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
التداعيات الإنسانية والسياسية: أي تهجير جماعي لسكان غزة سيخلق أزمة لاجئين جديدة ويهدد استقرار دول المنطقة.
الموقف السوري
لا يوجد إعلان رسمي من الحكومة السورية حول استقبال سكان غزة، لكن تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن بعض الأطراف الدولية قد تطرح مناطق شمال سوريا كوجهة للتهجير، وهو ما يثير مخاوف من استغلال الصراع السوري لتحقيق أهداف سياسية.
نرشح لك:
مصر تدعو لاستئناف مفاوضات وقف النار في غزة وتحذر من تعقيدات المرحلة الثانية
إرسال التعليق