جاري التحميل الآن

واشنطن تشن هجوما على الحوثيين في اليمن

الحوثيين

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة بدأت، يوم السبت، تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وذلك في أكبر تصعيد عسكري أمريكي ضد الجماعة المسلحة منذ سنوات.

استهداف عسكري أمريكي واسع في اليمن

وفقًا لمسئولين أمريكيين، استهدفت الضربات الجوية والبحرية مواقع استراتيجية للحوثيين، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي، ومنصات إطلاق الصواريخ، والطائرات المسيرة، والبنية التحتية العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

تأتي هذه الهجمات عقب تصاعد التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية ورفع تكاليف التأمين البحري بشكل كبير.

ترامب يطلق أول عملية عسكرية واسعة في ولايته الثانية

يعد هذا القصف أول عملية عسكرية كبرى خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أمر بتنفيذ الضربات في محاولة لردع الحوثيين وإعادة تأمين طرق الشحن الحيوية في المنطقة.

كما أكدت الإدارة الأمريكية أن العملية تهدف أيضًا إلى إرسال تحذير قوي إلى إيران، التي يُتهم نظامها بدعم الحوثيين عبر توفير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.

وفي هذا السياق، قال مسئولون أمريكيون، إن الهجمات قد تستمر لعدة أيام، مع احتمال تصعيدها بناءً على رد فعل الحوثيين.

وأضافوا أن جزءًا كبيرًا من ترسانة الحوثيين مدفون تحت الأرض، مما قد يجعل استهدافها تحديًا كبيرًا، لا سيما وأن وكالات الاستخبارات الأمريكية واجهت في السابق صعوبة في تحديد مواقع أسلحة الحوثيين المصنعة محليًا أو المهربة من إيران.

ضربات جوية وسط فشل جهود الردع السابقة

وتأتي هذه الضربات بعدما فشلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلال ولايته الأولى في ردع الحوثيين بشكل فعال، حيث استمرت الجماعة في تنفيذ هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على السفن التجارية والسفن الحربية في البحر الأحمر.

وكانت القوات الأمريكية والبريطانية قد نفذت ضربات جوية محدودة في وقت سابق من هذا العام، إلا أنها لم تحقق تأثيرًا كبيرًا في إنهاء تهديدات الحوثيين، الذين يواصلون فرض ما وصفوه بأنه “حصار بحري” على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها.

الحوثيون يعلنون استئناف استهداف السفن الإسرائيلية

من جانبهم، أعلن مسلحي الحوثي، الثلاثاء، استئناف استهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، للوسطاء لإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وفي بيان مصور، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن الجماعة ستواصل عملياتها العسكرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في منطقة العمليات التي تشمل البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي.

وأضاف “سريع” أن هذه الخطوة تأتي ردًا على استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في إشارة إلى استمرار التصعيد في المنطقة.

التداعيات الإقليمية والتأثيرات المحتملة

يُتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع احتمالية رد الحوثيين عبر استهداف مزيد من السفن أو القواعد الأمريكية في المنطقة.

وكانت واشنطن قد حذرت في وقت سابق من أن أي تهديد لأمن الملاحة الدولية سيقابل برد عسكري حاسم، فيما أبدى مئؤولون عسكريون قلقهم بشأن قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات معقدة ضد السفن باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة التوجيه.

في الوقت ذاته، دعت الأمم المتحدة والعديد من الدول إلى ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي لخفض التوترات في البحر الأحمر، محذرين من أن استمرار التصعيد قد يجر المنطقة إلى حرب أوسع.

مستقبل الصراع في اليمن ودور إيران

يبقى الدور الإيراني في دعم الحوثيين محل قلق أمريكي وإقليمي، حيث تواصل طهران إنكار تقديم الدعم العسكري المباشر، في حين تؤكد تقارير استخباراتية أن إيران زودت الحوثيين بتقنيات صاروخية متقدمة، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الهجومية.

ومن المتوقع أن تعقد الإدارة الأمريكية اجتماعات مع حلفائها في المنطقة لمناقشة الخطوات القادمة، خاصة مع استمرار التهديدات الحوثية للملاحة الدولية، والتي باتت تمثل تحديًا أمنيًا واقتصاديًا كبيرًا على الصعيد العالمي.

وتشير هذه الأحداث إلى تصعيد خطير في البحر الأحمر قد يكون له تداعيات إقليمية ودولية كبيرة.

وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة فرض سيطرتها البحرية وضمان تدفق التجارة العالمية دون عوائق، يبدو أن الحوثيين مصممون على مواصلة هجماتهم، مما يفتح الباب أمام مواجهة طويلة الأمد في واحدة من أكثر المناطق استراتيجية في العالم.

نرشح لك:
واشنطن تقترح هدنة ممتدة في غزة.. وإسرائيل تبدي موافقة مبدئية

إرسال التعليق