ما هو كتاب الماجريات؟
إنّ مصطلح الماجريات، وأنه مشتق من سؤال الإنسان (ماذا جرى؟) وهذا السؤال يدل على حب الإنسان لتتبع الأحداث والانشغال بها عن عظائم الأمور وأهم الوجبات والأهداف، فترى المؤلف شديد التأسف على انصراف من كانوا قد اشتغلوا بطلب العلم والتبحّر فيه إلى متابعة الأحداث والماجريات العامة، وانتهى الأمر ببقائهم عوام لا ثِقل لهم فيما يتابعون. بعد المقدمة قام المؤلف بتقسيم الكتاب إلى ثلاث أقسام رئيسية ينطوي تحتها أقسام فرعية، والأقسام الرئيسية الثلاث هي: موقع الماجريات. الماجريات الشبكية. الماجريات السياسية.
موقع الماجريات : تناول في هذا الفصل مصطلح الماجريات وكيف استخدمه بعض أهل العلم، ثم تحدث عن أثر مصاحبة الأناس المدمنيين وكيف أن صحبتهم تشغل الإنسان بالصغائر دون الكبائر وبالأمور الصغيرة عن الأمور العظيمة.
الماجريات الشبكية :يتحدث الكاتب هنا عن الانغماس في إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكات الإنترنت، والتأثيرات النفسية والاجتماعية التي ينتج عنها ويُسهب في الحديث عن ذلك إلى أن يصل إلى نقطة من أشد النقاط أهمية ومحورية وهي تحليل سببية الإدمان الشبكي، مؤكدًا أنّه آلية هروب نفسي للفرار من صعوبات المهام والمطالب العلمية والعملية. يُشير بعدها الكاتب إلى التصفح الملثم – المتخفي- وكيف أنه صار يُستعمل ليتخفى الماجرياتي عن الوقت والمحاسبة وكأنه قد ربح وقتًا جديدًا، تفاقم الزمن حيث ينغمس الفرد في التصفح فلا يفيق إلا وقد مرت ساعات أو انقضت فترة زمنية طويلة دون أن يشعر، ثم يتحدث عن مدمني المعلومات وهم الذين يجمعون المعلومات دون أي غاية أو هدف حبًا للجمع فقط.
ادمان وسائل التواصل الشبكي: يقصد الباحثون بهذا الادمان ليس فقط ادمان الاجهزة المحمولة وانما ادمان المحتوى ذاته الذي يعرض على منصات التواصل الاجتماعي سواء كان هذا بغاية أو بدون غاية.
ومن المشاكل التي تواجه الأفراد في الماجريات الشبكية:
- التصفح القسري: يحدث عندما تمسك في يدك هاتفك خلال عمل مهم او محاضرة في الجامعة او مؤتمر هام
- التصفح الملثم: “هو الاستخدام المفرط في استعمال الانترنت و محاولة إخفاء الوقت الحقيقي الذي مكثه في استعمال الإنترنت.”
- العمى الزمني: هو فقد الإحساس بمرور الزمن خلال الفترة التي يتم فيها استخدام الانترنت.
- مدمنو البيانات: يرى الباحثين هذا النوع من الإدمان أنه (الأفراط الكبير في تصفح الشبكة وبالتالي إنّ هؤلاء الافراد يستغرقون كمية غير مناسبة من الوقت في البحث والجمع وتنظيم المعلومات).
- تسلسل التصفح: تسلسل الاحداث بمعنى أن تكون تلك الاحداث قصيرة وملفته لانتباه المشاهد وإمكانية التفاعل هذا كلهُ يصبح سنارة لا يمكن للمستخدم أن يقاومها.
- لحظات التسلل: هي التي تحدث في ثلاث حالات:
- حالة ضغط المهام: العديد من الأشخاص عند تعرّضهم إلى ضغط علمي او دراسي او ضغط إعداد البحوث العلمية والدراسية فقد تجدهُ يرغب طوال الوقت في التصفح على الإنترنت وتعتبر هذه حالة هروب من الضغط
- حالة الاسترخاء عند تعدد المهام: هي حالة الشخص يقوم باللجوء إلى تصفح هاتفه خلال فترة استراحته لأنه يعتقد أنها تخفف الاجهاد الذهني الذي حصل بعد المكوث لفترة في القراءة أو العمل
- حالة استفتاح العمل: هي الحالة التي ير فيها الشخص أن سيقوم بأخذ جولة سريعة في الهاتف ثم يذهب مندفعًا إلى البحث والقراء والعمل.
الماجريات السياسية: يبدأ فيها بالحديث عن الأنماط الأربعة المطروحة للعلاقة بين السياسة والخطاب الشرعي، فيُناقش كل واحدة منها بتفاصيلها، ثم يتناول خمسة نماذج لعلماء ومفكرين ومثقفين مستقلين، ويستعرض الكاتب البيئة المعاصرة لكل نموذج ثم موقفه من حال الاستهلاك الذاتي والغرق في المتابعة السياسية.
إرسال التعليق