جاري التحميل الآن

خطة مصر لإعمار غزة بين تحديات التنفيذ وفرص النجاح

غزة

أقرت القمة العربية الطارئة في القاهرة الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية وإعادة تأهيل البنية التحتية، بعيدًا عن القضايا الأمنية والسياسية الشائكة. وبالتوازي، تعمل مجموعة عمل عربية مصغرة على بحث الترتيبات الأمنية والسياسية، بما في ذلك مستقبل الحكم في القطاع.

إطار شامل للإعمار بعيدًا عن السياسة

بحسب تصريحات مسئول عربي رفيع، فإن الخطة المصرية توفر “إطارًا شاملًا” لإعادة إعمار غزة دون التطرق للقضايا السياسية الحساسة التي تتطلب نقاشات موسعة. وأوضح أن هناك جهودًا موازية لبحث الترتيبات الأمنية، مثل تدريب قوات غير فصائلية في مصر والأردن لضمان الاستقرار في القطاع.

عقبات أمام المبادرة العربية

واجهت الخطة معارضة من إسرائيل، بينما أصرت الولايات المتحدة على خطتها السابقة بشأن غزة. ووفقًا للمحلل السياسي عماد الدين أديب، فإن المشهد الحالي يعكس “خطوط تصادم واضحة ورؤى متباينة”، حيث يرى أن “اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو ليس لديه مصلحة في تهدئة الأوضاع، لأن أي تسوية قد تهدد مستقبله السياسي”.

أما عن الموقف الأميركي، فأشار أديب إلى أن واشنطن تتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور اقتصادي أكثر منه سياسي، حيث تركز على مصالحها الاقتصادية دون السعي لحل شامل.

إعمار غزة بين الواقع السياسي والتحديات الأمنية

رغم الدعم العربي للخطة، تظل التساؤلات قائمة حول إمكانية تنفيذها في ظل الوجود العسكري الإسرائيلي واستمرار سيطرة حماس على القطاع. وتساءل أديب: “كيف يمكن تنفيذ إعادة الإعمار بوجود القوات الإسرائيلية؟ وهل سيقبل المجتمع الدولي بتمويل مشاريع قد تتعرض للتدمير في أي تصعيد مستقبلي؟”.

فيما يخص ترتيبات الحكم، أكدت القمة دعم تشكيل لجنة لإدارة غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية، إلى جانب تدريب قوات أمنية غير فصائلية لضمان الاستقرار. ويعتبر أديب أن هذا المسار “متفق عليه منذ قمة الرياض”، مشددًا على ضرورة توحيد القرار الأمني تحت سلطة وطنية واحدة.

حماس” أمام مفترق طرق

تواجه حركة حماس لحظة حاسمة، فإما أن تتحول إلى قوة سياسية ضمن الدولة الفلسطينية، أو تبقى فصيلًا مسلحًا، مما قد يعرقل جهود الإعمار والتسوية. وأكد أديب أن “العالم لن يتعامل مع كيانين وسلاحين داخل غزة”، مما يفرض على الفصائل الفلسطينية اتخاذ قرارات مصيرية.

فرصة أخيرة لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني

يرى أديب أن الخطة المصرية قد تكون الفرصة الأخيرة لإعادة ترتيب الوضع في غزة، لكنها تواجه تحديات كبرى، أبرزها رفض أطراف عدة لأي تسوية سلمية. وقال: “العالم العربي هو الأكثر تضررًا من استمرار الصراع، بينما تجد حماس، حزب الله، ونتنياهو مصلحة في إبقاء الأمور على حالها”.

واختتم بقوله: “على المنطقة أن تتحول من ثقافة الصراع إلى ثقافة الإعمار والتنمية”، مشددًا على أن أي حل مستدام سيتطلب حوارًا أميركيًا-إيرانيًا، حيث تلعب طهران دورًا رئيسيًا في التأثير على الفصائل المسلحة في غزة.

أبرز تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة العربية بشأن إعمار غزة

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة، عن اعتماد القادة العرب للخطة المصرية الشاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، موضحا أنها تهدف إلى تحسين الأوضاع الإنسانية والتنموية في القطاع.

وأكد السيسي أن الخطة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم دون تهجير، مشيرًا إلى أن الحديث عن سلام في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية يعد غير واقعي.

كما أعلن الرئيس المصري عن استضافة مصر لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، داعيًا جميع الدول للمشاركة والمساهمة في هذا الجهد.

وأشار السيسي إلى أن مصر، بالتعاون مع الفلسطينيين، عملت على تشكيل لجنة إدارية مستقلة من المهنيين والتكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزة مؤقتًا، تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

وشدد الرئيس المصري على ضرورة تكاتف الجهود العربية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن الخطة المصرية تهدف إلى إعادة بناء قطاع غزة دون المساس بحقوق سكانه أو تهجيرهم.

وأكد السيسي أن مصر ستواصل دعمها للقضية الفلسطينية حتى تحقيق السلام العادل والشامل، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في هذا الصدد.

نرشح لك:
جنوب السودان.. الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه

إرسال التعليق