صور.. الأزهر الشريف ينظم إفطارًا جماعيًا لطلابه خلال شهر رمضان
يستمر الأزهر الشريف في تقديم موائد الإفطار الجماعية لطلابه الوافدين والمصريين خلال شهر رمضان المبارك، وذلك في إطار دوره التاريخي كمنارة للعلم والوسطية الإسلامية. للسنة الرابعة على التوالي، يوزع الأزهر يوميًا 5000 وجبة إفطار داخل ساحاته، وهو ما يعكس حرص المؤسسة الإسلامية العريقة على تعزيز روح الأخوة والتكافل بين طلابها من مختلف الجنسيات.
الأزهر.. منارة العلم الإسلامي عبر التاريخ
يُعتبر الأزهر الشريف من أعرق المؤسسات الإسلامية في العالم، حيث تأسس في عام 970م (359هـ) خلال العصر الفاطمي، ليكون مركزًا لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي آنذاك، لكنه تحول لاحقًا إلى حصن للمذهب السني، خاصة بعد دخول الدولة الأيوبية إلى مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الأزهر المؤسسة العلمية والدينية الأبرز في العالم الإسلامي، حيث خرّج العديد من العلماء والمفكرين الذين ساهموا في نشر علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية.

يمثل الأزهر اليوم مرجعية إسلامية عالمية، إذ يضم جامعة الأزهر التي تُعتبر من أقدم الجامعات المستمرة في العالم، إضافة إلى الجامع الأزهر الذي لا يزال مركزًا رئيسيًا للدروس الفقهية والعلمية.
وتعمل مؤسسة الأزهر على نشر قيم الاعتدال والوسطية، ومحاربة التطرف الفكري، فضلاً عن تعزيز التقارب بين المسلمين من مختلف المذاهب والجنسيات.

إفطار جماعي يعكس قيم التكافل الإسلامي
قال الدكتور محمد عبد الرحمن، وكيل الأزهر الشريف، في تصريحاته حول هذه المبادرة: “نحن كمسلمين أمة واحدة، وهؤلاء الطلاب الذين جاؤوا إلى الأزهر هم جزء من هذا الكيان. يعيشون بيننا لسنوات طويلة، ويعودون إلى بلادهم حاملين قيم وتقاليد المجتمع المصري. الأزهر لا يقتصر فقط على تقديم العلم، بل يهتم كذلك بالجوانب الإنسانية، ومن هنا تأتي فكرة الإفطار الجماعي الذي يشمل الطلاب الوافدين وأيضًا المصريين.”
وأضاف عبد الرحمن أن هذه المائدة تعد انعكاسًا لروح مصر المضيافة التي طالما عُرفت بكرمها وعطائها، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يقتصر دوره على تغذية العقول بالعلم، بل يهتم كذلك بالجوانب الاجتماعية والمعيشية لطلابه، وخصوصًا أولئك القادمين من دول بعيدة.

فرحة الطلاب بالمبادرة الرمضانية
في ساحة الجامع الأزهر، يتجمع آلاف الطلاب قبل موعد الإفطار، في مشهد يعكس روح الوحدة والتآلف. يقول الطالب الإندونيسي محمد رحمن: “نشكر الأزهر على هذه الفرصة، فهو لا يوفر لنا فقط التعليم بل يمنحنا أيضًا بيئة داعمة خلال شهر رمضان. كما أن وكيل الأزهر يأتي لزيارتنا باستمرار، ما يشعرنا وكأننا في وطننا.”
من جانبه، أكد زميله محمد يزيد، وهو طالب إندونيسي أيضًا، على القيمة العلمية والدينية التي يمثلها الأزهر، قائلاً: “الأزهر هو منارة العلم، وهو معروف في جميع أنحاء العالم بجودته العلمية. هنا نتعلم العلوم الشرعية والعقيدة على أيدي كبار العلماء، ونستفيد من الإرث العلمي الذي يمتد عبر القرون”.

الأزهر.. نموذج للوسطية والتسامح
تُعد مبادرة الإفطار الجماعي واحدة من الجهود العديدة التي يبذلها الأزهر لتعزيز روح التعايش والتسامح بين طلابه، فالأزهر، الذي يضم طلابًا من أكثر من 100 دولة، يُعتبر منصة عالمية لنقل قيم الإسلام الصحيحة القائمة على الاعتدال ونبذ التطرف. كما يحرص على تقديم برامج دراسية متنوعة تشمل العلوم الشرعية واللغة العربية والعلوم التطبيقية، مما يجعله مقصدًا للطلاب الراغبين في تلقي تعليم إسلامي معتدل.
ويمثل الإفطار الجماعي الذي ينظمه الأزهر الشريف خلال شهر رمضان صورة حية لرسالته الإنسانية والدينية.. فهو لا يكتفي بتقديم المعرفة الدينية، بل يسهم في توفير بيئة اجتماعية تُرسّخ قيم الأخوة والتكافل بين المسلمين من مختلف الثقافات.
ومع استمرار هذه المبادرة السنوية، يواصل الأزهر تأدية دوره الريادي في نشر العلم، وتعزيز مبادئ التعاون بين الشعوب الإسلامية، ليظل صرحًا شامخًا في خدمة الأمة الإسلامية.






نرشح لك:
مركز الملك سليمان للاغاثة يقدم الرعاية لمرضى الفشل الكلوي من السودانيين بمصر
إرسال التعليق