فرانك ريبيري.. قصة لاعب قهر التنمر وصنع التاريخ
لم يكن طريق النجم الفرنسي فرانك ريبري الذي غير اسمه فيما بعد إلى بلال، نحو المجد مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالألم والمعاناة منذ نعومة أظفاره، حيث واجه صعوبات شكلت شخصيته القوية، وجعلته نموذجًا للإرادة والتحدي في عالم كرة القدم.
طفولة صعبة وحادث مأساوي
وُلد ريبيري في 7 أبريل 1983 في مدينة بولوني سور مير شمال فرنسا، وعاش طفولة قاسية بعد أن تخلى عنه والده، ما دفعه للعيش في دير للراهبات حيث نشأ بعيدًا عن دفء العائلة.
وفي سن الثانية عشرة، تعرض لحادث سيارة مروّع أدى إلى تشوه وجهه بندوب عميقة لا تزال واضحة حتى اليوم، وهي الندوب التي كانت سببًا في تعرّضه للتنمر والسخرية المستمرة من زملائه، حيث أطلقوا عليه ألقابًا قاسية مثل “وحش الدير” و**”صاحب الوجه المقطوع”**.
ورغم هذه المعاناة، وجد ريبيري ملجأه الوحيد في كرة القدم، حيث بدأ شغفه بهذه الرياضة مبكرًا، معتبرًا إياها طريقه للخلاص من العزلة والظروف الصعبة التي أحاطت به.
بداية مسيرته مع كرة القدم
انطلقت مسيرة ريبيري الاحترافية في فرنسا، حيث لعب لعدة أندية صغيرة قبل أن يحترف في صفوف غلطة سراي التركي عام 2005، ليترك بصمة قوية رغم قصر فترة بقائه هناك. وبعدها عاد إلى الدوري الفرنسي من بوابة أولمبيك مرسيليا، حيث بدأ يلفت أنظار كبار الأندية الأوروبية بفضل مهاراته الفريدة وسرعته الفائقة.
تألقه مع منتخب فرنسا ومع بايرن ميونخ
في عام 2006، جاءت لحظة فارقة في مسيرته، عندما تم استدعاؤه إلى منتخب فرنسا للمشاركة في كأس العالم بألمانيا، وهناك نجح في تسجيل أول أهدافه الدولية، ليساهم في وصول المنتخب الفرنسي إلى نهائي المونديال قبل الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح.
وفي 2007، انتقل النجم الفرنسي إلى نادي بايرن ميونخ الألماني في صفقة بلغت قيمتها 25 مليون يورو، ليبدأ رحلة جديدة من النجاحات.
وعلى مدار 12 عامًا، أصبح أحد أعمدة الفريق البافاري، محققًا دوري أبطال أوروبا عام 2013، إلى جانب 9 ألقاب للدوري الألماني، و6 كؤوس محلية، فضلًا عن تتويجه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 2013، متفوقًا على ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. ورغم هذا الإنجاز، فقد حُرم من الكرة الذهبية، حيث ذهبت إلى النجم البرتغالي رونالدو في قرار وصفه البعض بـ”سرقة القرن”.

إسلامه وزواجه وبداية حياة جديدة
خارج الملاعب، وجد بلال ريبيري السعادة في اعتناقه الدين الإسلامب، حيث اعتنقه بعد زواجه من فتاة فرنسية ذات أصول جزائرية، وأطلق على نفسه اسم بلال يوسف محمد.
ومنذ ذلك الحين، أصبح شخصًا متدينًا، يُعرف بتواضعه الكبير وحبه للعمل الخيري، حيث ساهم في العديد من المبادرات الإنسانية، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط.
وداع بايرن ميونخ والاعتزال
في عام 2019، ودّع بلال ريبيري جماهيرنادي بايرن ميونخ الألماني بعد 14 عامًا من العطاء، لينتقل بعدها إلى الدوري الإيطالي عبر بوابة فيورنتينا ثم ساليرنيتانا، حيث اختتم مسيرته الاحترافية.
وفي 21 أكتوبر 2022، أعلن اعتزاله كرة القدم رسميًا، تاركًا خلفه إرثًا كرويًا خالدًا.

إرداته وصناعة المجد
فرغم الندوب التي يحملها، ظل شامخًا، مؤكدًا أن المعاناة يمكن أن تكون دافعًا للنجاح وليس عائقًا، واليوم، يُعد اسمه واحدًا من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، وقصة نجاح ملهمة لكل من يواجه الصعاب في حياتع العملية.
رغم كل التحديات التي واجهها، أثبت ريبيري أن القوة لا تأتي من الجسد، بل من الروح والإرادة الصلبة.
نرشح لك:
أغلى 10 لاعبين قيمة سوقية بالدوري الإنجليزي يواجهون مصير مجهول!
إرسال التعليق