جاري التحميل الآن

سقوط قتلى.. تجدد الاشتباكات على الحدود اللبنانية – السورية

الحدود اللبنانية - السورية

تجدّدت الاشتباكات المسلحة، الإثنين، على الحدود اللبنانية – السورية في شمال مدينة الهرمل شرق لبنان، وسط تصاعد التوترات الأمنية بين الجيش اللبناني والقوات السورية، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مع تسجيل ارتفاع في عدد قتلى الجيش السوري إلى 12 عنصرًا.

قصف واشتباكات متجددة عند الحدود

أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، بأن الاشتباكات تجدّدت على الحدود الشمالية الشرقية للبنان، تحديدًا في منطقة حوش السيد علي، بعد تعرضها لقصف مصدره الأراضي السورية. ورافق ذلك رد عسكري من الجيش اللبناني الذي أعلن أنه قام باستهداف مصادر النيران بالأسلحة المناسبة.

تأتي هذه التطورات بعد تصاعد التوتر بين الجانبين خلال الأيام الماضية، حيث أدت الاشتباكات في منطقة القصر – الهرمل إلى مقتل ثلاثة سوريين، بينهم جريح نقل إلى المستشفى لكنه فارق الحياة لاحقًا، وفقًا لما أعلنته قيادة الجيش اللبناني.

ردّ الجيش اللبناني على القصف السوري

أصدر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون توجيهات للجيش اللبناني، بالردّ على مصادر النيران عند الحدود الشرقية والشمالية الشرقية مع سوريا، مؤكدًا أن ما يحدث على الحدود “غير مقبول ولا يمكن أن يستمر”.

وفي بيان رسمي، أوضحت قيادة الجيش اللبناني، أنه اتخذ إجراءات أمنية مشددة منذ ليل الأحد – 16 مارس وحتى فجر الإثنين – 17 مارس 2025، وأجرى اتصالات مكثفة مع الجانب السوري، أسفرت عن تسليم الجثامين الثلاثة إلى السلطات السورية.

تصعيد سوري بعد مقتل جنود الجيش السوري

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في وزارة الدفاع السورية قوله، إن الجيش السوري بدأ عملية تمشيط للقرى السورية الحدودية المحاذية للبنان غرب مدينة القصير، بعد أن اتهم “ميليشيا حزب الله” بتصفية ثلاثة من مقاتلي الجيش السوري ميدانيًا، وفقًا للمصدر نفسه.

وأضاف المصدر، أن الاشتباكات على الحدود أدت إلى مقتل 12 عنصرًا من الجيش السوري في حصيلة أولية، مما يزيد من حدة التوتر بين الجانبين.

مخاوف من تصاعد المواجهات بين الجيشين اللبناني والسوري

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية اللبنانية – السورية اضطرابات أمنية متكررة، نتيجة لانتشار الجماعات المسلحة والتهريب غير الشرعي بين البلدين، مما يؤدي إلى اشتباكات متقطعة بين الجيشين اللبناني والسوري، بالإضافة إلى تدخلات من مجموعات مسلحة أخرى.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أن الاتصالات مستمرة مع السلطات السورية لضبط الأمن ومنع تفاقم الأوضاع، حيث يسعى الجانبان إلى تهدئة الأوضاع وسط مخاوف من امتداد الاشتباكات إلى مناطق أوسع.

تحليل للأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية

تمثل الحدود اللبنانية – السورية، إحدى النقاط الساخنة أمنيًا منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، حيث شهدت العديد من المواجهات العسكرية، سواء بين الجيشين النظاميين أو بين الفصائل المسلحة المختلفة، التي تنشط في المنطقة.

كما لعب حزب الله اللبناني دورًا رئيسيًا في المعارك الحدودية، حيث يدعم الحكومة السورية في مواجهة الجماعات المعارضة والمسلحة.

ومع استمرار التصعيد العسكري، يخشى المراقبون أن تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة التوتر بين لبنان وسوريا، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها الجيش اللبناني، والاضطرابات السياسية الداخلية في لبنان.

هل يمكن احتواء الأزمة؟

رغم خطورة التصعيد الحالي، إلا أن التاريخ يشير إلى محاولات متكررة لاحتواء مثل هذه الأزمات عبر المساعي الدبلوماسية والتواصل العسكري بين الجانبين.

فمنذ سنوات، تعتمد الحكومتان اللبنانية والسورية على التنسيق الأمني لضبط الحدود، خصوصًا في المناطق التي تشهد عمليات تهريب واسعة أو تحركات مشبوهة للجماعات المسلحة.

ورغم التصريحات المتبادلة والتصعيد العسكري، قد تسعى القيادتان في بيروت ودمشق إلى احتواء الأزمة ومنع امتدادها إلى نزاع مفتوح، وذلك من خلال الجهود الدبلوماسية والتدخلات الإقليمية.

تبقى الأوضاع في المنطقة الحدودية اللبنانية – السورية هشة وقابلة للاشتعال في أي لحظة، حيث يؤدي غياب الرقابة الصارمة وانتشار الجماعات المسلحة والمهربين إلى تكرار المواجهات بين الأطراف المختلفة.

نرشح لك:
“الدفاع السورية” تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل وتأمين المناطق الحيوية

إرسال التعليق