جاري التحميل الآن

مجلس الامن الدولي يحذر من سيناريو نشوب حرب أهلية وتنامي الجماعات الإرهابية في سوريا


تقرير-مصطفى عمر

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مهمة بشأن الوضع في الشرق الأوسط ،لاسيما القضية الأكثر اهمية وتتمثل في الصراع السوري وتأثيره على المنطقة ،وكذلك ضرورة تنسيق التحركات العسكرية للجيش اللبناني وتقاطعات الاثر الإيراني على المشهد، وتجليات بوادر حرب أهلية في الأفق السوري.

القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة السفيرة دوروثي شيا خاطبت الجلسة التي انعقدت يوم امس
بتاريخ 25 آذار/مارس 2025

ابتدرت دوروثي شيا مداخلتها بتوجيه صوت شكرِِ لرئيس الجلسة ، كما شكرت المبعوث الخاص غير بيدرسون وكيل الأمين العام السيد توم فليتشر على إيجازيهما. وثمنت جهودهما المتواصلة لنزع فتيل الازمة، خاصة عقب أعمال العنف الطائفي التي عصفت بمناطق الساحل في غرب سوريا في وقت سابق من هذا الشهر. كما عبرت عن جزيل شكرها للسيدة جومانة سيف على إيجازها الذي تضمن قصتها الشخصية وتطرق إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في خلال المرحلة الانتقالية في سوريا.

محاسبة مرتكبي أعمال القتل الجماعية في غرب سوريا

واردفت ان المجلس قد اعتمد بتاريخ 14 آذار/مارس بيانا رئاسيا دعا السلطات المؤقتة إلى محاسبة مرتكبي أعمال القتل الجماعية في غرب سوريا وسن المزيد من التدابير لتفادي تكرارها، وانهم يتوقعون من السلطات المؤقتة التحرك على ضوء الرسالة الواضحة التي وجهها المجلس. ويتعين على كافة الأطراف في سوريا حماية المدنيين من أعمال العنف، وذلك بغض النظر عن إثنيتهم أو ديانتهم أو عقيدتهم السياسية.

ونتطلع إلى التقرير الذي من المتوقع أن تصدره اللجنة المستقلة للتحقيق في بداية الشهر المقبل لمعاينة كافة الفظائع المرتكبة، مع التركيز على التقارير التي تحدثت عن عمليات قتل خارجة عن نطاق القضاء(القانون). وسيكون من المهم بمكان أن نشهد على جهود مصالحة فعلية مع المجتمع العلوي من قبل لجنة الساحل المكلفة بمساندة السلطات المؤقتة في عملية المشاركة.

واكدت أنه يتعين على السلطات المؤقتة أن تشرع أيضا في عملية سياسية تضم المجتمعات الكردية والدرزية والعلوية والمسيحية، إذ لم تشرع بأي عملية مماثلة ذات مغزى حتى اليوم، ووحدها العملية التمثيلية الفعلية قادرة على طمأنة السوريين على مكانهم في مستقبل البلاد.

واكدت السفيرة على دعم الولايات المتحدة لعملية الانتقال السياسي التي تبين أن الحوكمة الموثوقة وغير الطائفية هي أفضل مسار لتجنب المزيد من الصراعات. ونحن نشعر بالقلق إزاء إطار العمل الخاص بمسودة الدستور وعدم سيره في الاتجاه الصحيح، كما نراقب عن كثب من يتم اختيارهم لتولي مناصب حكومية.

لقد رحبنا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قوات سوريا الديمقراطية يوم 10 آذار/مارس، والذي يقضي بدمج شمال شرق البلاد في سوريا الموحدة، واعتبرناه تقدما فعليا وذا مغزى ستحدد ملامحه تفاصيل التنفيذ. ويشكل هذا الاتفاق خطوة أولى متواضعة على المسار نحو سوريا المستقرة والمستقلة.

وليكون هذا الاتفاق ذا معنى، يتعين استكماله بتفاصيل تشتمل على هيكل أمني موحد يضمن ألا تشكل سوريا تهديدا خارجيا للدول المجاورة وأن تكون قادرة على هزيمة تنظيم داعش المتمركز في البلاد أو غيره من الجماعات المتطرفة العنيفة، بما في ذلك الميليشيات المدعومة من إيران.

ويجب أن يتضمن إطار العمل الأمني في سوريا خططا مفصلة تضمن أن يبقى مقاتلو داعش رهن الاحتجاز وأن تتم السيطرة بشكل متواصل على العدد الكبير من إرهابيي داعش الأجانب الذين تحتويهم قوات سوريا الديمقراطية حاليا، إذ سنشهد على عودة داعش في حال هرب هؤلاء المقاتلين البالغ عددهم حوالي 8200 شخص أو تم الإفراج عنهم.

وفيما يتعلق بموضوع مخيمي الهول وروج، فنحن ندعو كافة الدول التي لديها مواطنون داخل المخيمين إلى استعادتهم. لقد حان وقت إفراغ المخيمين لأنهما باتا حاضنين للإرهاب، وينبغي تجنب نشر التطرف في قلوب جيل جديد لداعش.

واضافت إن الإجراءات التي كان ينبغي أن تشكل محطات مهمة على المسار الانتقالي القائم في سوريا لم تأت على قدر التوقعات، وينبغي أن ندرك جيدا التحديات القائمة التي نواجهها. ويعرف الجميع، وبما في ذلك السلطات السورية المؤقتة، أنه يمكن وينبغي القيام بالمزيد.

ينبغي أولا تمثيل الأصوات السورية بشكل موسع ضمن لجنة جديدة يتم تشكيلها لإعداد مسودة الدستور الدائم. فسوريا ستفشل ما لم يتم تشكيل لجنة تمثيلية، وستقبع في الظل الطائفي لنظام الأسد، مما يزيد من احتمال نشوب حرب أهلية.

ليس للمقاتلين الأجانب أي دور في المؤسسات العسكرية أو الحاكمة في سوريا. وقد تذكرنا خطورة هذا التهديد بفعل الاشتباكات التي شهدتها منطقة الساحل هذا الشهر والتي ارتكب مقاتلون أجانب الفظائع في خلالها بحسب ما أشارت إليه التقارير. وينبغي إبعاد كافة المقاتلين الأجانب عن مواقعهم بشكل فوري، كما ينبغي حل أي وحدات عسكرية مؤلفة من مقاتلين أجانب.

ونحن ندين المحاولات الأخيرة التي قام بها حزب الله وداعموه الإيرانيون لزعزعة الاستقرار عند الحدود اللبنانية-السورية ونراقبها عن كثب، كما ندعو السلطات السورية المؤقتة والحكومة اللبنانية إلى التعاون وإزالة التضارب في عملياتها العسكرية حتى لا يتمكن الإرهابيون المدعومون من إيران من استعادة موطئ قدم لهم في سوريا.

سيدي الرئيس، أود في نهاية المطاف أن أشجع السلطات السورية المؤقتة على المشاركة مع المنظمات الدولية التي تسعى إلى دعم عملية الانتقال في البلاد. ونشير في هذا الصدد إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن كل من الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص بيدرسون، والتي أعربت عن الاستعداد لدعم عملية انتقال سياسية بقيادة وملكية سورية.

ونرحب أيضا بالمشاركات بين السلطات المؤقتة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مؤخرا، ومن المفترض أن تصل الفرق الفنية عما قريب لتبدأ مهمة تحديد برنامج الأسلحة الكيمياوية الخاص بنظام الأسد وتدميره.

وقالت دوروثي ان سوري تقف عند نقطة مرحلية بعد مضي ثلاثة أشهر فقط على سقوط نظام الأسد. مبينة أن الأحداث الأخيرة سلطت الضوء على هشاشة سوريا، وزادت مخاوفنا لناحية عدم طي القادة المؤقتين لصفحة ماضيهم الجهادي. لقد شهدنا على مرونة الشعب السوري الذي تحمل وزر 14 عاما من الصراع المدني وأكثر من خمسين عاما من حكم النظام الوحشي. ويمثل تعزيز المحاسبة وضمان الحوكمة التمثيلية مفتاح السلام والازدهار الدائمين في سوريا.

يتعين علينا بصفتنا أعضاء في هذا المجلس توحيد الصوت في الأيام والأشهر المقبلة فيما يسعى السوريون إلى إعادة توحيد بلادهم والعيش بسلام مع الدول المجاورة.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، وإلى أن تكون سوريا بعيدة عن التأثيرات الخارجية، وأن تحترم حقوق السوريين كافة، وأن تمنع الإرهابيين من استخدام البلاد كمنصة.

وتحث الولايات المتحدة هذا المجلس على مساعدة السوريين لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.

إرسال التعليق