مذيع سابق بـ”الجزيرة”.. من هو محمد صالح وزير الثقافة في الحكومة السورية الجديدة؟

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء السبت، عن تشكيل الحكومة السورية الجديدة، والتي ضمت الإعلامي محمد صالح، المذيع السابق بقناة الجزيرة، وزيرًا للثقافة.
ويُعرف صالح بشغفه العميق باللغة العربية وآدابها، حيث عمل على إبراز جماليات لغة الضاد، كما قدم برنامج “تأملات” الذي نال شهرة واسعة، إلى جانب مشاركته في عدد من أقسام قناة الجزيرة المختلفة.
وازدادت شهرته بعد فوزه في برنامج “فصاحة” الذي أنتجه تلفزيون قطر.

من هو محمد صالح؟

ولد محمد صالح عام 1985، ويحمل شهادة البكالوريوس في علم اللسانيات من جامعة لندن متروبوليتان، بالإضافة إلى ماجستير في الترجمة من جامعة ويستمنستر البريطانية. عُرف بشغفه العميق باللغة العربية وآدابها، وسعى دائمًا إلى إبراز جماليات لغة الضاد والمحافظة على ثرائها الثقافي.

بدأ صالح مسيرته الإعلامية في قناة “الجزيرة” القطرية، حيث تنقل بين عدة أقسام، واشتهر بتقديم برنامج “تأملات”، الذي ركّز على اللغة والأدب والثقافة العربية. كما زادت شهرته بعد فوزه بالمركز الأول في مسابقة “فصيح العرب” التي نظّمها تلفزيون قطر عام 2016.

كلمة مؤثرة ورسائل قوية

خلال مراسم الإعلان عن الحكومة، وقبل أدائه القسم، افتتح صالح كلمته بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم استشهد بأبيات شعرية تتغنى بتحرير سوريا من نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وأكد في كلمته على أهمية الثقافة في بناء سوريا الجديدة، قائلًا: “دمشق لنا، وهذا يعني أنها للجميع عرقًا ولونًا ودينًا، ومن هنا تنطلق الثقافة التي نريدها”.

كما عبّر عن فخره بنقل معاناة السوريين عبر شاشة الجزيرة خلال سنوات منفاه، مؤكدًا أن موقفه الثابت ضد الظلم والفساد كان سببًا في إبعاده عن وطنه لسنوات.

وختم صالح كلمته بالتشديد على ضرورة القطيعة مع الثقافة التي كان يروّج لها النظام السابق، داعيًا إلى تبنّي ثقافة جديدة قائمة على قيم العدالة، الإحسان، والتآخي بين السوريين.

انضمام صالح إلى الحكومة السورية الجديدة يُعد مؤشرًا على توجهها نحو إعطاء دور بارز للمثقفين والإعلاميين في إعادة تشكيل الهوية الثقافية للبلاد، في ظل مرحلة انتقالية تحمل الكثير من التحديات والطموحات.

أبرز ملامح الحكومة الجديدة

احتفظ وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة بمنصبيهما في التشكيلة الوزارية الجديدة، والتي أكد الرئيس السوري أنها تأتي في إطار بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ الشفافية والمساءلة.

وخلال مراسم الإعلان عن الحكومة الجديدة في قصر الشعب بدمشق، قال الرئيس أحمد الشرع: “إن الإعلان عن هذه التشكيلة الحكومية يعكس إرادتنا المشتركة في تأسيس دولة قوية تسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية”.
وأضاف أن الحكومة الجديدة تضع محاربة الفساد على رأس أولوياتها، مشددًا على أنه “لن يُسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسسات الدولة”.

رؤية الحكومة الجديدة

وأوضح الشرع أن الحكومة ستعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وتطوير البنية التحتية، فضلًا عن تحسين قطاعي التعليم والصحة لتلبية احتياجات المواطنين السوريين.
كما أشار إلى خطط تهدف إلى تنمية الموارد البشرية، مع التركيز على استقطاب الكفاءات السورية المقيمة في الخارج للإسهام في إعادة الإعمار.

وأكد الرئيس السوري أن حكومته ستتبنى سياسات اقتصادية تدعم الصناعة المحلية وتحمي المنتج الوطني، بالإضافة إلى توفير بيئة استثمارية مشجعة في مختلف القطاعات، لتعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة.

دعم دولي للحكومة السورية الجديدة

حظي تشكيل الحكومة السورية الجديدة بترحيب دولي واسع، حيث بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، برقية تهنئة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، متمنيًا له النجاح في قيادة سوريا نحو الاستقرار والازدهار.
كما أرسل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، برقيات تهنئة مماثلة.

وأعربت المملكة العربية السعودية عن دعمها للحكومة الجديدة، مؤكدة استعدادها لتعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا. وفي السياق نفسه، رحبت وزارة الخارجية القطرية بالحكومة السورية الجديدة، مشيرةً إلى تطلعها لتعزيز التعاون بين البلدين.

من جانبها، شددت تركيا على أهمية دعم عملية التحول السياسي في سوريا، داعيةً إلى رفع العقوبات الدولية دون شروط مسبقة وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار. أما ألمانيا، فقد أبدت استعدادها لدعم السوريين في جهود إعادة البناء وتحقيق الاستقرار.

مرحلة جديدة في سوريا

يأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد أربعة أشهر من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، مما يمثّل خطوة محورية في عملية الانتقال السياسي. ويترقب الداخل السوري والمجتمع الدولي ملامح المرحلة المقبلة، وسط آمال كبيرة بأن تنجح الحكومة الجديدة في تنفيذ الإصلاحات المنشودة وتحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.

نرشح لك:
الإمارات ودول عربية ودولية تهنئ سوريا بتشكيل الحكومة الجديدة