جاري التحميل الآن

أسباب ظهور الشعر الأبيض مبكرا.. وهل يمكن علاجه؟ طبيبة أمراض جلدية تجيب

الشعر الأبيض

يعد الشيب ظاهرة طبيعية، سواء جاء مع العمر أو ظهر مبكرًا، لكنه في بعض الأحيان يكون مؤشرًا لحالة صحية أو نفسية تحتاج إلى اهتمام.

ومع التقدم الطبي والتوعوي، يمكننا اليوم التعامل مع الشيب بشكل أكثر وعيًا، ليس فقط من الناحية الجمالية، بل أيضًا من الزاوية الصحية والنفسية، حفاظًا على شباب الشعر وصحة الجسم عمومًا.

وفي هذا الشأن، قالت الدكتورة دعاء الشريف، استشاري الأمراض الجلدية، إن الشيب أو ظهور الشعر الأبيض لا يُعد دائمًا علامة على التقدم في العمر، بل قد يظهر في مراحل مبكرة من الحياة لأسباب متعددة، بعضها وراثي، والبعض الآخر مرتبط بنمط الحياة أو الحالة الصحية للفرد.

الشيب الوراثي.. عندما تتحدث الجينات

وأوضحت الدكتورة دعاء خلال حوارها في برنامج “صباح جديد” على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الشيب الوراثي، ينتج غالبًا بسبب جينات موروثة من الأب أو الأم، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض في سن مبكر قد يبدأ من سن 15 عامًا أو ما بعد ذلك بقليل.

يعود السبب في هذه الحالة إلى اختفاء تدريجي لصبغة الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن إعطاء الشعر لونه الطبيعي، وذلك نتيجة استعداد جيني مسبق.

وفي هذه الحالات، قد لا يكون هناك علاج نهائي أو وقائي فعال، لأن العامل الوراثي يصعب تغييره، ولكن يمكن تأخير تطوره بالعناية الجيدة بالشعر والصحة العامة.

الشيب غير الوراثي.. ضغوط الحياة في قفص الاتهام

أما في حالات الشيب غير الوراثي، فأشارت إلى أن هناك عدة أسباب تقف خلف هذا النوع، على رأسها التوتر والضغط النفسي، والذي وصفته بأنه “أحد أكبر الأسباب” المؤدية إلى الشيب المبكر، سواء عند الأطفال أو الكبار.

ولفتت إلى أن التوتر، سواء كان إيجابيًا (كالتحفيز أو المنافسة) أو سلبيًا (كالقلق والاكتئاب)، يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي بدورها تؤثر على الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تلف الميلانين وظهور الشيب.

كما أكدت أن الحالات النفسية مثل الحزن والاكتئاب يمكن أن تسرّع من عملية الشيب، مشيرة إلى أن التوازن النفسي والعاطفي له دور كبير في الحفاظ على صحة الشعر ولونه.

الفيتامينات.. حماة الميلانين

أشارت الدكتورة دعاء أيضًا إلى الدور الحاسم لبعض الفيتامينات والمعادن في الوقاية من الشيب، خصوصًا فيتامين ب12، الذي يُعد ضروريًا لتكوين الميلانين، وكذلك الزنك والنحاس، اللذان يساهمان في حماية بصيلات الشعر من التلف ودعم صحتها. وأوضحت أن نقص هذه العناصر قد يؤدي ليس فقط إلى تغير لون الشعر، بل أيضًا إلى ضعفه وتكسره وتساقطه.

وفي هذا السياق، أوصت بضرورة إجراء تحاليل طبية دورية للكشف عن مستوى هذه الفيتامينات والمعادن، خاصة لدى من يعانون من الشيب المبكر، حتى يمكن تحديد ما إذا كان السبب نقصًا غذائيًا يمكن تعويضه.

أمراض المناعة.. تأثير غير مباشر

وتحدثت كذلك عن بعض الأمراض المناعية التي تؤثر على صبغة الشعر، مثل مرض البهاق، والذي يؤدي إلى فقدان صبغة الميلانين ليس فقط في الجلد بل أيضًا في الشعر، مما يسبب ظهور بقع بيضاء أو خصلات من الشعر الأبيض بشكل مفاجئ. وتعتبر هذه الحالات أكثر تعقيدًا وتتطلب متابعة طبية دقيقة.

هل يمكن علاج الشيب المبكر؟

رغم عدم وجود علاج يعيد لون الشعر إلى طبيعته بعد فقدان الميلانين، إلا أن بعض الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن تقليل التوتر، والاهتمام بالتغذية السليمة، والمكملات الغذائية، قد يقلل من سرعة تطور الشيب، خصوصًا إذا كان ناتجًا عن عوامل غير وراثية. كما أن هناك بعض التجارب الواعدة باستخدام مضادات الأكسدة والعلاجات الموضعية التي تستهدف دعم الخلايا الصبغية، ولكنها لا تزال قيد البحث.

نصائح لتقليل فرص الشيب المبكر:

– الابتعاد عن التوتر المزمن بممارسة التأمل أو الرياضة أو الأنشطة الترفيهية.

– تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على فيتامينات B12، والزنك، والنحاس.

– إجراء تحاليل دورية لمراقبة مستوى الفيتامينات والمعادن.

– تجنب الإفراط في استخدام الصبغات الكيميائية ومنتجات الشعر الضارة.

– مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور شيب مبكر مفاجئ أو مرتبط بمشاكل جلدية.

نرشح لك: دراسة حديثة: الوشم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد والورم الليمفاوي

إرسال التعليق